أمر القاضي المكلف بالتحقيق في حادث انحراف القطار مساء أمس الأربعاء بسان جاك دي كومبوستيلا شمال غرب البلاد، اليوم الخميس، بتوجيه "الاتهام" لأحد سائقي القطار بالتسبب في هذه الكارثة، بحسب مصادر قضائية في غاليسيا. وجاء استدعاء القاضي لأحد سائقي القطار بعد أن صرح هذا الأخير بأنه كان يسير بسرعة 190 كلم في الساعة في منطقة حددت فيها السرعة في 80 كلم فقط. وأظهرت صور التقطتها إحدى كاميرات المراقبة التابعة لشركة (رينفي)، وبثها التلفزيون العمومي الإسباني اليوم الخميس، القطار وهو يسير بسرعة عالية قبل اصطدامه بالجدار الواقي. وقد أعلن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، في أعقاب هذا الحادث وبعد زيارته للجرحى ومكان الفاجعة، عن حداد وطني لثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد، فيما أعلنت حكومة إقليم غاليسيا، من جابنها، عن حداد لسبعة أيام. بينما علق الملك خوان كارلوس وولي العهد الأمير فيليبي أنشطتهما الرسمية في أعقاب هذه الفاجعة. كما أعلن رئيس الحكومة عن فتح تحقيقين الأول قضائي والثاني إداري، في هذه الكارثة التي خلفت 78 قتيلا ونحو مائة جريح لازال عدد كبير منهم يرقد بالمستشفى. فيما واصلت الشرطة اليوم الخميس العمل على تحديد هوية الضحايا. ووقع الحادث، الذي يعد من بين أسوأ الأحداث التي سجلت في تاريخ السكك الحديدية الإسبانية، على الساعة الثامنة و42 دقيقية مساء بالتوقيت المحلي على جزء من خط القطار الفائق السرعة في منعرج خطير على بعد أربعة كيلومترات من محطة سان جاك دي كومبوستيلا. ويعد هذا الحادث من أسوأ الحوادث التي سجلت على الإطلاق بإسبانيا منذ عام 1972 التي انحرف فيها قطار كان متوجها من اشبيلية إلى قادس جنوب البلاد عن سكته مخلفا 77 قتيلا، وقبلها في سنة 1944 خلف حادث اصطدام قطار متوجه من مدريد إلى غاليسيا بقاطرة المئات من القتلى.