تاب المطرب فضل شاكر عن الغناء، والتزم دينيًا جانب الشيخ السلفي أحمد الأسير، إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا بجنوب لبنان، حيث أنشأ لنفسه ولأتباعه مربعًا أمنيًا، محميًا بالمسلحين. إلا أن شاكر التائب عن الغناء، والذي كان يعز على الاعلام الفني بمقابلة، أجزل في شتم نبيه بري، رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب اللبناني، وحسن نصرالله، أمين عام حزب الله، وفي تهديدهما، وذلك في مقابلتين جاد بهما لمحطة أو تي في التابعة للتيار الوطني الحر، بزعامة النائب ميشال عون المناصر لحزب الله، ولصحيفة الرأي الكويتية. وقد أتت شتائم شاكر بعد تعرض منزله، الواقع على أوتوستراد نبيه بري في صيدا، لهجوم مسلح، تزامنًا مع الاشتباكات التي دارت عصر الثلثاء الماضي، بين أتباع الأسير وعناصر من سرايا المقاومة، التنظيم الذي يحركه ويديره حزب الله.
تهديد علني
وفي حديث لصحيفة الرأي الكويتية، أقسم شاكر أن ينتقم من الذين اعتدوا على منزله على قاعدة العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم. وقال: "حصلت على فتوى شرعية من العلماء والمشايخ للرد وسأرد، وقد قال الله سبحانه وتعإلى اعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".
وجدد اتهام عناصر من حزب الله وحركة امل باقتحام فيلته وبعثرة محتوياتها، متهمًا "زعران" بري و"شبيحة" نصر الله، لأنهم كما قال معتادون على السرقة واقتحام حرمات المنازل والاعراض. وختم قائلًا: "سأردّ لهم الاعتداء، وأعتبر أن كل بيت تابع لهم في صيدا، مهما كان صغيرًا أو كبيرًا، منزلًا ام فيلا، بات هدفًا لي، لأنهم هم الذين بدأوا".
وفي مقابلة سريعة مع قناة أو تي في، اتهم شاكر زعران نبيه بري وحسن نصرالله، واصفًا إياه بنصر الشيطان، بأنهم اعتدوا بالسلاح الثقيل على مسجد بلال بن رباح، وبأنه اقتحموا فيلته وخرقوا حرمة بيته، وسرقوا منها مالًا ومجوهرات بقيمة مليون دولار، "على مرأى من مخابرات الجيش الشيعية"، كما قال.
وأعلن شاكر مباشرةً على الهواء أن "أي انسان تابع لحركة امل وحزب الله أصبح هدفًا لي، وبإذن الله سأسترد حقي بيدي". وهدد شاكر رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين، بعدما وصفه ب"رئيس بلدية زبالة صيدا"، قائلًا: "سأقتلك أينما رأيتك على الطريق"، كاشفًا أنه أخذ فتوىً من المشايح تجيز له القتل.
مسؤول عن كلامه
ردّ الزين على شاكر واصفًا إياه بالصعلوك، وقال في تعليق صحفي: "لن نسمح بالفتنة في صيدا، وكلامه هدفه الإثارة، وردنّا سيكون من خلال القضاء والنيابة العامة". وأفادت مصادر الزين أنّها تنتظر تحرّك وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، كون التهديد يطال شخص يخضع لوزارته، ومن أولى مهماته تأمين السلامة له.
وفي تعليق على تهديدات شاكر، أعلن المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في صيدا والجنوب بسام حمود في حديث صحفي أن لا علاقة للجماعة بتهديدات القتل التي أطلقها شاكر ضدّ أمل وحزب الله.
وقال: "أنا لا أردّ على أشخاص، ولا يعنيني هذا الموضوع، وفضل مسؤول عن كلامه". كما نفى حمود أن يكون شاكر محسوبًا على الجماعة الاسلامية، بالرغم من مشاركته في مهرجان النصرة للثورة السورية، الذي نظمته الجماعة في ملعب صيدا البلدي قبل أيام، مؤكدًا أن شاكر شارك في الحدث بصفته منشدًا لا أكثر.
وهذا ليس التهديد الأول الذي يصدر من شاكر، فقد كشفت مصادر أمنية على اطلاع على التحقيقات الجارية في محاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود، إمام مسجد القدس في صيدا، أن الأجهزة الأمنية تدرس إصدار مذكرة بحث وتحرٍ بحق شاكر وأخيه، على خلفية رفضهما المثول أمام السلطات الأمنية للتحقيق معهما في تهديد وجهه شاكر للشيخ حمود، في اتصال به بعد محاولة الاغتيال.