التأمت، اليوم الخميس في ندوة جهوية بالرباط، النساء المنتخبات محليا بجهة الرباط-سلا-زمور زعير والأطر العليا النسوية في الجماعات الترابية لمناقشة التحديات المرتبطة بالقيادة النسائية في الجماعات المحلية وبحث سبل النهوض بها. وتشكل هذه الندوة الجهوية الرابعة حول "إنعاش القيادة النسائية على مستوى الجماعات الترابية المغربية"، التي تنظمها المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية عبر مديرية تأهيل الأطر الإدارية التقنية، مناسبة للنساء المشاركات لتبادل الآراء حول التحديات والفرص والإكراهات المرتبطة بالقيادة النسائية وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في هذا المجال ،علاوة على تحديد المهام والمميزات الشخصية للمرأة المنتخبة. كما تناقش الندوة وتقترح خارطة طريق للارتقاء بالقيادة النسائية على المستوى المحلي، إلى جانب تشجيع إحداث شبكات بين السيدات المنتخبات والأطر العليا النسوية في الجماعات الترابية كآلية لإغناء المكتسبات الشخصية والتواصل وتبادل التجارب. وأوضحت مديرة تأهيل الأطر الإدارية والتقنية السيدة نجاة زروق، في افتتاح الندوة، أن الاهتمام بموضوع القيادة النسائية في الجماعات الترابية خيار لمواكبة ديناميكية الإصلاحات الكبرى التي أطلقها جلالة الملك وتنزيل مضامين الدستور لتعزيز مكاسب المرأة في مجال الديمقراطية المواطنة واستشراف رؤية حديثة لبناء دولة عصرية قوامها احترام الحريات والعدالة الاجتماعية من خلال التعبئة والانخراط القوي والفعلي للمرأة التي أضحت في المغرب شريكا استراتيجيا للرجل في جميع الميادين في إطار التكامل والتنسيق والرؤية المشتركة. وأبرزت أنه بعد المصادقة على عدة اتفاقيات دولية ترتبط بالنوع الاجتماعي وملاءمة التشريعات الوطنية مع الالتزامات الدولية الخاصة بالمرأة واعتماد مقاربة النوع في ميزانية الدولة واتخاذ تدابير لتعزيز مكانة المرأة في البرلمان والجماعات الترابية، توجت مجهودات المملكة مؤخرا بمنحها جائزة هيئة الأممالمتحدة في مجال إدماج مقاربة النوع عن المخطط الاستراتيجي لمواكبة الجماعات الترابية عبر التكوين ودعم القدرات والكفاءات لفائدة المنتخبين والموظفين لسنة 2013 الذي تشرف على إنجازه المديرية العامة للجماعات المحلية. وقالت السيدة زروق "نبذل أقصى المجهودات في هذا الإطار كي تكتسب النساء الثقة في أنفسهن وللوعي بمهامهن والعمل على أداء مسؤولياتهن على الوجه الأكمل سواء تعلق الأمر بالتنمية أو الحكامة الجيدة أو خدمة المواطنين والصالح العام". من جهتها، أبرزت ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين النساء في شمال إفريقيا بالرباط السيدة ليلى الرحيوي الريادة الإقليمية للمغرب في مجال النهوض بالمشاركة السياسية للنساء، مشيرة إلى أن النقلة النوعية التي حققتها نسبة النساء المنتخبات محليا (من 0,55 إلى 12 في المائة) كانت لها آثار إيجابية على مستوى تشبيب النخب المحلية وارتفاع المستوى التعليمي للمنتخبين المحليين. وأكدت أن قضية المشاركة السياسية للمرأة وحضورها في الهيئات المنتخبة وطنيا ومحليا وفي مراكز القرار هو في صلب اهتمام الهيئة الأممية، وذلك من خلال الشراكة التي تجمعها مع وزارة الداخلية لتعزيز قدرات النساء المنتخبات وتمكينهن بالتالي من التأثير على مسارات اتخاذ القرار. وأضافت السيدة الرحيوي أن الهيئة مهتمة جدا بمواكبة مسار الإصلاح المرتقب لقانون الانتخابات في أفق تنظيم الانتخابات المحلية المقبلة، عبر إعداد المرافعات ومرافقة فاعلي الساحة السياسية من النساء المنتخبات والمطالبة برفع حصة تمثيلية النساء في الهيئات المنتخبة، خاصة بعد الإصلاح الدستوري الأخير الذي يؤكد على المساواة بين الجنسين والمناصفة وعلى مسؤولية الدولة في تفعيل تدابير لضمان المساواة فعليا. وتنظم الندوة، الرابعة من نوعها بعد تنظيمها في جهات كلميم-السمارة ومراكش-تانسيفت-الحوز والعيون-بوجدور-الساقية الحمراء، بشراكة مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة والتعاون الدولي الألماني ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا (شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا) وسفارة فنلندابالرباط. وتأتي الندوات الجهوية ، التي قررت المديرية العامة للجماعات المحلية تنظيمها شهريا لفائدة المنتخبات المحليات والأطر العليا النسوية بالجماعات الترابية ، لمواكبة الإصلاحات التي أنجزتها المملكة من أجل النهوض بوضعية المرأة وإنعاش القيادة النسائية المحلية وتثمين النساء المغربيات المتميزات في مسارهن المهني.