باحتضانه للمنتدى الأول للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا ما بين 8 و 11 مارس الجاري بطنجة ،يؤكد المغرب مجددا عزمه على مواصلة النهوض بالمرأة ، وكذا حرصه على تعزيز الروابط مع بلدان القارة الإفريقية التي تضعها المملكة ضمن أولوياتها في علاقاتها الخارجية. وأكد جون بيير ايلونغ امباسي الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا، خلال ندوة صحفية عقدت مؤخرا بالرباط، أن المغرب برهن من خلال تنظيم منتدى النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا ،عن موقعه الرائد من حيث سعيه لتكريس المساواة بين الرجال والنساء بالقارة. مما لاشك فيه أن الدور الهام الذي اضطلعت به المملكة في مجال التعاون جنوب-جنوب وتنمية القارة الإفريقية وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس فضلا عن الحرص القوي لجلالة الملك على اعتماد مدونة جديدة للأسرة، كلها عناصر تظهر أن تنظيم مثل هذه التظاهرة بالمغرب ليس وليد الصدفة. ويبرز هذا الحدث الذي سينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "أهداف الألفية من أجل التنمية والحكامة الرشيدة : دور ومسؤوليات القيادة النسائية" التزام المغرب بتحقيق أهداف الألفية من أجل التنمية ليس فقط فوق ترابه ولكن أيضا بشراكة مع القارة الإفريقية، وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة المنشودة بإفريقيا. وتطمح المملكة أيضا من خلال تنظيم هذه التظاهرة إلى تشجيع القيادة النسائية بإفريقيا وهي التجربة التي أعطت ثمارها بالمجتمع المغربي، لتبرز بالتالي الطابع التقدمي لمدونة الأسرة التي منحت للمرأة المكانة التي تستحقها داخل المجتمع من خلال المساواة مع الرجل، الأمر الذي يعتبر عنصرا رئيسيا لتحقيق التقدم والنمو. وسيمثل المغرب خلال هذا الحدث الذي سيجمع 650 مشاركا من قبل مجموعة من النساء اللواتي حققن نجاحا بمختلف القطاعات من قبيل عمدة مدينة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري، والعامل مديرة تكوين الأطر الإدارية والتقنية بوزارة الداخلية السيدة نجاة زروق، والعامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية نديرة الكرماعي، ومديرة المساعدة التقنية لصندوق التجهيز الجماعي سعيدة التازي ورئيسة بلدية الحسيمة فاطة السعيدي ،وعميدة كلية إدارة الأعمال بجامعة الأخوين وفاء الكارح. وستتاح لهؤلاء النساء إلى جانب زميلاتهن من القارة الإفريقية فرص لتبادل وجهات النظر ومناقشة مختلف المواضيع المرتبطة بتنمية الجماعات المحلية من خلال محاور تتطرق ،أساسا ، ل "روح القيادة النسائية كرهان من أجل التنمية بالقارة الإفريقية"، و "العلاقات بين اللامركزية والحكامة الرشيدة في تحقيق أهداف الألفية للتنمية". وبعد النجاح الباهر الذي عرفته القمة الخامسة لمؤتمر المدن الإفريقية المنعقدة في دجنبر 2010 بمراكش، ارتأت منظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية بإفريقيا تنظيم المنتدى الأول للنساء المنتخبات المحليات ، بهدف تشجيع التبادل البناء حول قضية أساسية تهم مستقبل إفريقيا ألا وهي دور المرأة في التنمية. وستتميز هذه التظاهرة أيضا بتنظيم ورشات موضوعاتية تتطرق للإشكاليات التي تهم المرأة المنتخبة المحلية والتعاون بين الجماعات المحلية والتمثيلية السياسية للنساء وآفاق تطوير القيادة النسائية والتعاون بين الجماعات المحلية الإفريقية، وستتوج بإحداث شبكة للنساء المنتخبات المحليات التي سيكون من مهامها مأسسة تبادل الخبرات ومبادرات التضامن التي من شأنها تحقيق تطلعات المرأة الإفريقية. وباحتضانه لهذه التظاهرة، سيتحول المغرب إلى فضاء لإطلاق عهد جديد للمنتخبة المحلية التي يناط بها تعزيز التنمية بالقارة الإفريقية.