تؤكد نتائج بحوث عديدة إصابة الكثير من الأطفال بالأرق إذ يصدر بعضهم أصواتا قوية أو يشخرون ما يجعلهم يصيبهم بضيق في التنفس والاستيقاظ من النوم والبكاء وكأنهم حلموا حلما مرعبا، لكن وبعكس البالغين فان ذلك لا يسبب لهم التعب خلال اليوم التالي ولا تظهر عليهم أية آثار سلبية. تقول الدكتورة سابينه شول من مؤسسة روبرت كوخ لبحوث النوم والأرق ان الأطفال الذين يعانون من الأرق وما يرافقه من عوارض يصنفون في بعض الاحيان بشكل خاطئ فيوضعون في خانة الأطفال المصابين بقصور الانتباه والافراط بالحركة ، مع ان هذه المشاكل تكون في غالب الاحيان بسيطة ويمكن معالجتها واهمالها قد يؤثر سلبا على نمو الطفل الجسدي والنفسي. وتضيف ان الأرق حالة تصيب الأطفال كما الكبار ومن اجل الحد من تأثيراته اذا ما اشتد يجب اللجوء الى طبيب الأطفال دون تأخر لتحديد العلاج وقد يكون باللجوء الى مؤسسات بحوث النوم وأصبحت في المانيا جزءا من علاجات نفسية كثيرة. فالبيانات المنشورة حتى الآن تؤكد ان نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون الأرق أو الاستيقاظ في منتصف الليل بدأت تلجأ الى هذه المؤسسات للعلاج التي ارتفع عددها في المانيا من 50 قبل أعوام قليل الى 300. اذا ان كل واحد من ثلاثة اطفال تقريبا وكل واحد من اثنين في مرحلة دخول المدرسة أو في اول صفوفها يعاني من الأرق، وتكون الحالة على شكل كوابيس والاستيقاظ مع البكاء، مع ذلك فليس كل حالة بحاجة الى علاج نفسي بل الى عناية الوالدين وعطفهما. وتنوه الدكتورة شول الى ان النوم امر مهم جدا لكل انسان وخاصة للطفل، فهو من أهم العناصر التي تساعد على نموه، لذا يجب اللجوء الى كل الوسائل كي ينام بشكل صحي وليس بالضرورة ان تكون الوسائل بالعقاقير. لكن يمكن للوالدين المساهمة في ذلك عبر وسائل بسيطة منها اشعار الطفل قبل ذهابه الى النوم بالعطف والحنان. وهناك نصائح أخرى يمكن ان تساعد لكي ينام بهدوء منها: إشعار الطفل بالحنان والجلوس الى جانبه في السرير لسرد قصة لطيفة له او تدليك ظهره وقدميه أو احتضانه، واذا كان عصبيا واظهر خوفا فيمكن تركه في بعض الاحيان يرقد في سرير الوالدين ليشعر بالطمأنينة اكثر ومع الوقت تتلاشى الحالة تماما. يضاف الى ذلك تحديد موعد لوقت النوم دون خرقه، فالاطفال بحاجة الى مواعيد ثابتة لنومهم وهذا ينطبق على موعد اكلهم ودراستهم وغير ذلك من الامور كي يصبح لديهم روتينا معينا في حياتهم. وعندما يصرخ الطفل في الليل من غرفة النوم من الأفضل ان يرد الوالدان عليه بسرعة وعدم اهماله فقد يكون الامر ضروريا، لكن قد يكفي قول الام مثلا من غرفة نومها بانها بالقرب منه وكل شيء على ما يرام. لكن ومن أجل إدخال الطمأنينة الى قلب الطفل من الأفضل الاقتراب من سريره وتقبليه او معانقته فهذا يزيل مخاوفه. ويجب تفادي العتمة في غرفة نوم الطفل، فترك اضاءة بسيطة مع فتح باب الغرفة قليلا يشعره بالامان وبانه ليس وحده ويمكنه ايضا تحديد معالم الغرفة عندما يستيقظ. وفي المساء عندما يترك الاهل غرفة الطفل، فانه يطمأن أكثر اذا ما تحدثوا بصوت يمكنه سماعه فهذا يشعره بانهم بالقرب منه. يمكن شراء لعبة للطفل مثل الدب او الكلب وتفضل ان تكون من القطن، كي يضعها ايضا الى جانبه عند النوم فهذا يدخل بعض الهدوء الى نفسه ويشعره بانه ليس لوحده. ويمكن زيادة تاثير هذه اللعبة بجلوس الام قبل نوم الطفل والتحدث معه ومعها وقولها في النهاية بانها سوف تتركه مع صديقه الذي يحبه. وفي السنوات الثلاثة الاولى من عمر الطفل الذي يستيقظ دائما ليلا يمكن للام وضع اية قطعة صغيرة من ملابسها الى جانبه عند نومه لانه يشتم رائحتها. وعلى الوالدين عدم السخرية من طفلهما اذا ما عبر عن خوفه، والاعتراف له بانهما كانا يخافان ايضا من الظلمة او من وحش عندما كانا في نفس سنه، فهذا يخفف من خوفه قليلا. ويمكن اللجوء الى حيلة بالطلب من الطفل رسم الوحش الذي يراه ثم يمزق الورقة فبهذا يتغلب أيضا على خوفه.