يعاني الملايين من الناس سنويًا من الإصابة بالأمراض المعدية نتيجة عدم إتباعهم قواعد النظافة الصحيحة، مع أن الكثير من هذه الأمراض يمكن منع تفشيها أو الإصابة بها من خلال إجراء بسيط يكمن في غسيل الأيدي، ولهذا تنبه منظمة الصحة العالمية إلى أهمية ذلك بشكل متكرر. ويؤكد الأطباء في جهورية تشيكيا أهمية غسل الأيدي لمنع وصول الكثير من الأمراض المعدية إلى الجسم، مشيرين إلى أن العملية لا تستغرق أكثر من 20 ثانية في كل مرة، وأن غسيل الأيدي له 10 أسباب جوهرية. الأوساخ باقية بلا غسيل
يتوجب على الناس أن يخشوا البكتريا والفيروسات المختلفة. رغم أنها لا تشاهد بالعين المجردة، الأيدي تلامسها بشكل يومي، فتتواجد هذه البكتريا والفيروسات حية لعدة ساعات على كل ما تصل إليه، عند فتح الأبواب مثلًا أو ملامسة صنابير المياه وداخل وسائط النقل العامة، وفي لوحة التحكم الخاصة بالكومبيوترات. ويؤكد الأطباء التشيك أن غسيل الأيدي بعد ملامسة المواد التي يجري استخدامها من قبل العموم يمنع انتقال البكتريا والفيروسات الموجودة عليها إلى مواد أخرى، والاهم أنه يمنع انتقالها إلى العيون والفم والأنف وحدوث العدوى لأن الإنسان يقوم بحركات لا شعورية بملامسة وجهه بيديه.
عملية بسيطة
يتعلم الأطفال منذ الصغر أن غسيل الأيدي هو أساس النظافة، وأن من أسهل الأشياء التي يمكن أن نفعلها لصحة الجسم هو غسيل الأيدي الذي يستغرق عشرين ثانية، ويفضل أن يتم بالماء الساخن. ويوصي الأطباء الناس بالانتباه إلى الأوساخ التي يمكن أن تتواجد بين الأصابع وتحت الأظافر أيضًا أو تحت الخاتم والساعة.
200 فيروسة برد على الأيدي
يعتبر هذا الأمر من الأسباب الرئيسية التي توجب أيضًا على الصغار غسيل الأيدي، وأن يهتم الأهل بتعويدهم على ذلك، خصوصًا أن الأطفال الصغار يضعون أيديهم في أفواههم، ولهذا فمن الأهمية بمكان قيام الأهل بمراقبة أوضاع أيديهم. ويشير الأطباء إلى أن الأطفال والناس المتقدمين في السن يعانون ضعفًا في الجهاز المناعي، وبالتالي يكونون عرضة للتهديد أكثر من غيرهم لدخول البكتريا والفيروسات إلى أجسامهم عن طريق الأيادي الوسخة.
تجنب حالات تسمم الغذائي
ليس عبثًا إرسال الأمهات أطفالهن إلى الحمام لغسيل الأيدي قبل تناول الطعام، غير أن هذا الأمر يجب أن لا يتم فقط قبل تناول الطعام وإنما أيضا خلال نقله وإعداده، لأن التعامل مع اللحم الني والبيض والخضار والفواكه يجب أن يحظى بالاهتمام الأقصى من ناحية النظافة.
العطاس ينشر البكتيريا على الأيدي
يقوم الكثير من الناس أثناء العطاس بوضع الأيدي أو المنديل أمام الفم، لمنع نقل العدوى إلى الوسط المحيط، الأمر الذي يعتبر رد فعل وقائي مهم. غير أن هذا يمكن أن يكون في النهاية طريقة مثالية أيضًا لانتقال البكتريا إلى اليد، ومنها إلى الآخرين عن طريق اللمس.
الماء الساخن والصابون يزيلان الأوساخ
يحتوي الصابون على مواد طرية تساعد في إزالة الأوساخ من الأيدي، ولهذا يتوجب عدم الاستغناء عنه أثناء غسيلها، لأن الماء وحده لا يعتبر كافيًا للغسيل. كما يجب إزالة كل أثار الصابون بعد الانتهاء من عملية الغسيل، لأن بقاء بعضها قد يهيج الجلد.
وبدلًا من الصابون الموجود على شكل قطعة جامدة، يفضل استخدام الصابون السائل. أما النشافة الكهربائية فلا تعتبر من وسائل النظافة الصحيحة، لأنها تنشر الأوساخ في الوسط المحيط إلى مسافة يمكن أن تصل إلى مترين. وينصح الأطباء الناس الذين يتواجدون في أماكن لا يوجد فيها صابون وماء الساخن باستخدام المرهم المضاد للبكتريا أو استخدام منديل رطب.
ماذا تعني المصافحة؟
تمثل المصافحة باليد في العديد من الثقافات طريقة إجتماعية للتواصل، غير أنها تمثل أيضًا الطريق الأقصر لنقل الجراثيم، كجرثومة السالمونيلا وجرثومة أي كولاي أو ما يسمى بالجرثومة الخارقة أو ميكروب العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين. يتوجب تنظيف الأيدي ليس فقط بعض مصافحة الغرباء وأثناء التعامل مع الطعام، وإنما أيضًا بعد استخدام المرحاض، وبعد تبديل حفاضات الأطفال.
حالات أخرى لانتقال البكتريا
يتوجب على الناس الذين يربون في منازلهم حيوانات أليفة كالكلاب والقطط الاهتمام بشكل خاص بغسيل أيديهم، لأن الكثير من الميكروبات العضوية تعيش في فرو هذه الحيوانات. كما يتوجب غسيل الأيدي بشكل متكرر بعد التدخين، والعمل في الحديقة، وبعد أي تواصل مع المرضى.
الوقاية والتجميل بعد النظافة يتوجب تنشيف الأيدي بعد غسلها بالماء والصابون، لأن الأماكن الرطبة ممتازة لنقل البكتريا والميكروبات العضوية. ومن الضروري تجنب حدوث تشققات في اليد من خلال دهنها بالمراهم الخاصة التي تمنع حدوث التشققات، إذ تنفذ منها البكتريا إلى الجسم. وينصح الأطباء بتنشيف الأيدي بمنشفة خاصة بكل شخص، أو باستخدام المناديل الورقية في الأماكن العامة. أما في حال غسل الأواني المنزلية، فيفضل لبس القفازات الخاصة بذلك، لأنها تمتع حدوث تماس بين الأيدي وبين الباكتريا.
غسيل الأيدي الصحيح افضل من التطعيم
لا يحمل هذا القول مبالغة، إنما صدر عن منظمة الصحة العالمية التي تؤكد أنه في حال قيام الناس في العالم بالاهتمام بغسيل أيديهم بشكل صحيح، فمن شان ذلك منع انتقال العديد من الأمراض وكميات هائلة من مسببات الأمراض التي تنتقل عن طريق الهواء، مثل الأنفلونزا والتهابات الجهاز الهضمي أو التهاب الكبد من النوع "أ".
ولحسن تنظيف الأيدي، يتوجب استخدام الماء الساخن، وغسلها لا يقل عن 20 ثانية، حتى منطقة المعصم، وعدم نسيان غسيل ما بين الأصابع وتحت الأظافر وتحت الخاتم في الإصبع. الأفضل أن تتم عملية الغسيل تحت ماء جارية للتخلص من باقي الصابون أو المسحوق الذي يستخدم في غسيل الأيدي، لأن بقاء هذه الآثار تهيج الجلد. كما يتوجب تجفيف اليد بالورق الذي يستخدم لمرة واحدة أو بلمنشفة خاصة بكل شخص.