كد السفير٬ الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة٬ محمد لوليشكي٬ أمس الأربعاء٬ تشبث المملكة بالحفاظ على الطابع الرمزي للمدينة المقدسة منددا في المقابل بالأعمال الاستفزازية الإسرائيلية الأخيرة في الأماكن المقدسة بالقدس. وأبرز السفير خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الوضع في الشرق الأوسط أن "المغرب٬ من خلال مسؤوليات جلالة الملك محمد السادس على رأس لجنة القدس٬ متشبث بالحفاظ على الطابع الرمزي لمدينة القدس كمكان للتعايش ولحرية ممارسة الشعائر بالنسبة لأتباع الديانات الثلاث". وحذر من أن "الوضع المتوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس يمكن أن يتصاعد في أي وقت"٬ معربا٬ في هذا الصدد عن "انشغال المغرب حيال هذا الوضع٬ وعلى الخصوص٬ الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية في المدينة المقدسة"٬ والنوايا المعلنة بشأن إحداث مستوطنات أخرى. وفي هذا الصدد٬ ندد الدبلوماسي المغربي بالأعمال الاستفزازية والترهيب الذي استهدف في بداية مايو قادة وشخصيات مسلمة ومسيحية. وبعد أن أكد على مركزية قضية القدس في أزمة الشرق الأوسط٬ دعا لوليشكي إلى وضع حد للأعمال الاستفزازية بدءا بالاستيطان الذي "يتعارض مع المفاوضات ويقوض الثقة بين الطرفين" . كما حذر لوليشكي من أن "الأعمال الاستفزازية في المدينة المقدسة لن تؤدي سوى إلى تفاقم التوترات وتغذية التطرف". وفي ما يتعلق بالجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بشأن سلام عادل وشامل ودائم للنزاع في الشرق الأوسط٬ أشاد الدبلوماسي المغربي بالجهود المتواصلة في هذا الاتجاه من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري. وتطرق لوليشكي٬ من جانب آخر٬ إلى الخطوة التي قام بها الوفد العربي بواشنطن للتذكير "بالالتزام الأكيد للبلدان العربية من أجل التوصل إلى حل سريع وشامل على أساس مبادرة السلام العربية". كما أبرز دعم المغرب للجهود الأمريكية في هذا المجال٬ معربا عن الأمل في رؤية هذه الجهود تتكلل بالنجاح. وبخصوص الأزمة السورية٬ قال السيد لوليشكي إنه "نفس الأمل يحدونا بشأن آفاق مؤتمر دولي لوقف العنف المميت ضد الشعب السوري ووضع الأسس لتحقيق انتقال سياسي". وشدد أن "الوضع أصبح أكثر دراماتيكية في سوريا ويثير القلق في البلدان المجاورة التي تأثر أمنها"٬ داعيا إلى "التحرك بشكل عاجل لوقف إراقة الدماء٬ وحفظ الوحدة الترابية لسوريا ومساعدة كافة الشعب السوري لتحقيق تطلعاته المشروعة في السلام والاستقرار والديمقراطية".