انطلقت مساء اليوم الأحد فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للمسرح بوجدة الذي تنظمه جمعية كوميدراما للمسرح والثقافة تحت شعار "المسرح في خدمة التنمية البشرية". ويشارك في هذه التظاهرة الفنية٬ التي تستمر فقراتها إلى غاية 17 مايو الجاري٬ فرق مسرحية دولية من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وأخرى محلية من وجدة والناظور بالإضافة إلى مراكش. وتميز حفل الافتتاح بتقديم عروض ولوحات فنية مزجت ما بين التراث المحلي العريق الذي جسده شيوخ الفن البدوي والثقافة الحسانية التي برع في تجسيدها مجموعة من البراعم٬ فضلا عن الرقص الشبابي الذي ألهب الجمهور المتتبع لهذا الحفل حيث استمتع بالصورة الفنية التي جمعت هذه الأجيال الثلاثة. وقد عرف حفل افتتاح هذا المهرجان الذي يروم المساهمة في إغناء وتفعيل المشهد الثقافي والفني بمدينة الألفية تكريم كل من المبدع عبد السلام لوديي الذي يعد أحد ركائز الكتابة المسرحية بالجهة الشرقية وكذا قيدوم الممثلين المسرحيين بوجدة الفنان محمد حفيان أحد مؤسسي المسرح العمالي والمبدع في مجال الموسيقى والموشحات. وأكدت كلمة الجمعية بالمناسبة أنه تم الحرص على أن يواكب هذا المهرجان الذي استطاع لحد الآن أن يصمد لست سنوات خلت بالرغم من الاكراهات المادية طبيعة التحول الذي عرفته مدينة وجدة على مستوى البنية التحتية حيث تم الحرص كذلك على برمجة عروض مسرحية تعانق الواقع وتتفاعل معه. وقد تابع الجمهور بالمناسبة أول عرض مسرحي مشترك ما بين فنانين مغاربة (فرقة ماكومبا) وفرنسيين (فرقة أبارتي) الذي قدم في إطار المسرح الكلاسيكي حيث استعان مخرجه عبدو جلال بسينوغرافية بسيطة وجميلة وإنارة تجمع ما بين اللونين الأحمر والأزرق لتبرز العلاقة الجدلية بين الرجل والمرأة والخط الدرامي لهذه المسرحية (وجه لوجه). وإلى جانب العروض المسرحية تنظم ورشات تكوينية في فن الارتجال الخاص بالأطفال تؤطره الفنانة الفرنسية دانييل بونيال وتقنيات المهرج تشرف عليها الفنانة هانيكا أندريس بالرابطة المغربية الفرنسية ابن خلدون وكذا ورشة خاصة بالتمثيل تؤطرها المخرجة الروسية أولكا ميلنيك في مسرح ستانيسلافسكي.