ربط كثير من المتتبعين الدوليين بين قراري إلغاء المناورات العسكرية الأمريكية المغربية المعروفة ب"الأسد الإفريقي" التي كانت تجرى بشكل اعتيادي بنواحي إقليم طانطان، و قرار نشر قوات "المارينز" في قاعدة مورون دي لافرونتيرا في إقليم إشبيلية جنوب إسبانيا. حيث أفادت مصادر إعلامية إسبانيةكما استقتها يومية العلم في عدد اليوم ، أن حكومة ماريانو راخوي صادقت على قرار يسمح للولايات المتحدةالأمريكية بنشر قوات تابعة لمشاة البحرية "المارينز"تعدادها 500 جندي.وقالت نائبة رئيس حكومة مدريد ثورايا سانس سانتا ماريا إن الترخيص يخضع لاتفاقية التعاون العسكري الموقعة سنة 1988 بين البلدين، وستنضاف قوات المارينز إلى قوة جوية أخرى موجودة من قبل في قاعدة مورون دي لفرونتيرا ذات الاستعمال المشترك مع القوات الإسبانية، فضلا عن قوة أخرى توجد في قاعدة روتا في إقليم قادس (جنوب إسبانيا)، وهي عبارة عن وحدات خاصة للتدخل العسكري في وقت الأزمات، خاصة في مضيق جبل طارق لحماية حرية الملاحة البحرية. وأوردت المصادر الإعلامية الإسبانية ذاتها، أن القوات الجديدة التي ستتمركز في مورون دي لافرونتيرا لمدة سنة، ستنحصر مهامها في حماية المنشئات والرعايا الأجانب المقيمين في المنطقة تحسبا لأي طارئ.ونقلت جريدة"إل باييس" الاسبانية أن الحكومة الإسبانية قبلت بالترخيص للقوات الأمريكية في وقت سياسي للغاية، إذ قدم البانتاغون الطلب يوم 9 أبريل الجاري وتمت المصادقة عليه أياما بعد ذلك، وهو ما لم يحدث سابقا. و لعل السرعة في المصادقة تطرح الكثير من التساؤلات، خصوصا بعد مرور أيام قليلة من قيام المغرب بإلغاء مناورات الأسد الإفريقي، بعيد تقديم أمريكا لمشروع قرار ينص على توسيع تفويض مهمة الأممالمتحدة في الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.وكان من المقرر أن تجري هذه المناورات بين 7 و27 أبريل الجاري، باعتبار مرحلة التحضير، في جنوب غرب المغرب بمشاركة 1400 عسكري أميركي و900 عسكري مغربي. وفي نفس السياق، أعلنت السفارة الأميركية في الرباط، الأربعاء الماضي، أن المناورات العسكرية الأميركية المغربية التي أعلن المغرب تأجيلها إلى أجل غير مسمى على خلفية ملف الصحراء المغربية، ستجرى بشكل جزئي بعد التوصل إلى تسوية في الأممالمتحدة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رودني فورد، المتحدث باسم السفارة الأميركية في المغرب قوله: "إن بعض التمارين ستتم في مجالي التدريب الجوي أو التموين في الجو، علماً بأن بعض القوات لا تزال على الميدان". وأضاف "لكن معظم قواتنا تمت إعادة نشرها،(حيث أكدت مصادر إعلامية إسبانية انتقالها إلى الجنوب الإسباني) ولذلك فإننا سنعمل مع ما تبقى منها" دون تحديد زمن معين لتاريخ استئناف المناورات بشكل جزئي.