أخبارنا المغربية انكب باحثون وتقنيون في مجال الجينات الوراثية الحيوانية٬ خاصة سلالات الأغنام والماعز٬ منذ سنوات٬ على إنجاز أبحاث علمية ودراسات ميدانية لتحديد مناطق تربية وإنتاج ماعز سلالة بني عروس المتواجد أساسا بإقليم العرائش٬ ومعرفة أصله وطرق تربيته ومميزاته المورفولوجية وخصائصه الجينية٬ ومدى تأقلم هذا الصنف مع الظروف المناخية. وقد توخت هذه الدراسات الميدانية والأبحاث العلمية لباحثين بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة٬ والمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس٬ والمركز الجهوي للبحث الزراعي بطنجة٬ بشراكة مع الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز٬ تحديد ماهية هذه السلالة ومميزاتها الإنتاجية٬ والعلاقة الوراثية لسلالة بني عروس بمختلف مناطق المغرب٬ خصوصا مناطق شمال المملكة كالعرائش وشفشاون وتطوان. ويتركز الاهتمام بهذه المناطق على جعل سلالة بني عروس للماعز قطاعا منتجا ومتميزا بين مختلف سلالات الماعز المحلية٬ وذلك عن طريق الحفاظ عليه وتطويره وتنميته وتوسيع مجال انتشاره وإدراجه ضمن لائحة سلالات الماعز المعروفة بجودتها وإنتاجيتها. فصنف الماعز الأحمر٬ الذي يطلق عليه كسابو مناطق جبالة بشمال المملكة اسم بني عروس نسبة إلى منطقة بني عروس التابعة لدائرة مولاي عبد السلام على بعد 70 كلم من العرائش٬ يتميز بلون أحمر لامع وبنية رشيقة ورأس ممدود وشعر قصير وحافة مستقيمة وحوض مائل وأذنين مستقيمتين في الغالب وقرون حادة ومتباعدة موجهة إلى الخلف٬ فضلا عن تأقلمه مع الظروف المناخية ومع المسالك الوعرة. وتتميز خصائص هذا النوع من الماعز٬ الذي يؤثث قطب تربية المواشي الواقع على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع ويتسع ل108 ماعزا من مختلف أصناف الماعز٬ بوفرة إنتاجية الحليب واللحم وله قابلية للنمو والزيادة في الوزن بشكل كبير إذ يصل وزنه أحيانا إلى 70 كلغ. ويشكل الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب٬ الذي يحضره كسابة منطقة بني عروس بشكل منتظم٬ ويشاركون فيه بأجود فحول وإناث ماعز بني عروس٬ فرصة للتعريف بماعز سلالة بني عروس التي لم تدرج بعد ضمن لائحة سلالات الماعز المحلية بالمغرب. يؤكد السيد مصطفى عبيدي٬ المدير التقني للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز٬ أن من شأن الاهتمام بسلالة ماعز بني عروس فتح المجال لوضع برامج لتثمين هذه السلالة وتحسينها٬ مشيرا إلى أنه حان الوقت لإدراج هذه السلالة ضمن سلالات الماعز المحلية مما يشكل٬ حسبه٬ خطوة إيجابية أولى لتنظيم إدارتها الوراثية وتحسين أداء إنتاجها مع احترام نمط استغلالها. وأبرز السيد عبيدي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن سلالة الماعز٬ التي تضطلع بدور سوسيو-اقتصادي هام بالمنطقة٬ لم تنل الاهتمام إلا منذ بضع سنوات٬ من خلال تنظيم الكساب في إطار تجمعات مهنية من أجل تحسين النسل٬ مؤكدا٬ في السياق ذاته٬ على الدور الفعال لمخطط (المغرب الأخضر) الذي أعطى دفعة قوية في اتجاه الاهتمام بهذه السلالة. وأبرز أنه تم٬ ولأول مرة٬ توصيف وإقرار سلالات محلية كالبرشة ودرعة وسلالة الغزالية٬ التي تتواجد بالمناطق الشرقية (بوعرفة)٬ وسلالة الحمراء المتواجدة باولاد دحو بزعير٬ وسلالة أبي الجعد والسلالة السوداء. ويبلغ عدد رؤوس الأغنام والماعز بالمغرب٬ حسب السيد عبيدي٬ حوالي 24 مليون٬ منها خمسة ملايين من الماعز يتواجد 40 بالمائة منها بالأطلس الكبير٬ و25 بالمائة بمنطقة الريف٬ و20 بالمائة بالأطلس المتوسط٬ و15 بالمائة بالأطلس الصغير والمناطق الجنوبية. ويعتبر الملتقى الدولي للفلاحة (من 24 إلى 28 أبريل الجاري)٬ المقام على مساحة 10 هكتارات والذي يعرف مشاركة 51 دولة? فرصة لإرساء شراكات بين مهنيي القطاع من مغاربة وأجانب? ومناسبة لإبراز مؤهلات الفلاحة المغربية ومكانتها ضمن النسيج الاقتصاد الوطني.