الوضع بالمدارس القروية بوزان ينذر بكارثة على الأبواب، هذا ما تؤكده مؤشرات مفزعة ناتجة عن حوادث لم نسمع عن وقوعها إلا بفضاءات أخرى لا علاقة لها بالتربية و التعليم، أما اليوم فقد أصبح ارتداء الوزرة البيضاء و الوقوف أمام التلاميذ لإلقاء الدرس، عملا تحفه مخاطر كبيرة إلى حد المس بالسلامة البدنية للأطر التربوية، ليتجاوز ذلك إلى حد القتل و الإجهاز على الحق في الحياة الذي يلقنونه للصغار داخل أقسام قيل عنها أنها للدراسة و التعلم. الخبر المفزع والمخيف الذي حملته مصادر الجريدة من مدرسة المليلح، الموجودة بالجماعة القروية مقريصات بوزان، تؤكد هاته التخوفات، حيث اقتحم شخص قيل عنه أنه غير سوي نفسيا والبالغ من العمر 36 سنة، المدرسة الفرعية المليلح، بعدما كسر أبوابها، وهدد كلا من الأساتذة العاملين بها والتلاميذ بالقتل والذبح جماعيا، ليقوم بعد ذلك بتكسير زجاج النوافذ وتكسير السبورة بواسطة السكين الذي كان يحمله خلال هجومه. وقالت مصادر الجريدة إن المعتدي لم يكتف بهذا الحد، بل أخذ يرمي بالطاولات في اتجاه التلاميذ مثيرا حالة كبيرة من الرعب والهلع في صفوفهم، حيث بدؤوا يصرخون بقوة، الشيء الذي زاد في هيجانه ورغبته في إبادتهم جماعيا، كما أغمي على أستاذة وهي في وضعية حمل في شهرها الرابع بسبب هول الفاجعة. حارس المدرسة المفترض فيه حمايتها لم يتخل عن واجبه هذا، حيث وقف في وجه المهاجم لكن كان لقمة سائغة في يده، حيث تلقى ثلاث طعنات على مستوى اليد اليسرى، وطعنة على مستوى الفخذ والظهر بعدما حاول مقاومته، كما لم يسلم أستاذ يعمل بنفس المدرسة من جبروته حيث طارده فلم يجد سوى مقر سكناه ليختبئ به، وقام المعتدي بضرب الباب وغرس السكين محدثا به ثلاثة ثقوب من أجل فتح الباب لتنفيذ فعله الجرمي. ولم تنته الواقعة إلا بعد “كابوس” عاشه التلاميذ وأساتذتهم شبيه بأفلام الخوف التي تشاهد في بعض القنوات المتخصصة في هذا النوع من الأفلام، لكنهم نجوا بأعجوبة وكتبت لهم حياة جديدة لكن بآثار نفسية خطيرة بالنسبة للبعض منهم لن ينساها على طول حياته. الأطر التربوية الناجية بأعجوبة من مجزرة حقيقية، بادرت لوضع شكاية في الموضوع و التي توصل بها كل من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوزان وقائد قيادة مقريصات، و التي تشير إلى أن الشخص المنفذ للهجوم لا يزال حرا طليقا، مما يطرح أكثر من سؤال حول جدية و مسؤولية السلطات الأمنية، بقيادة مقريصات في تعاطيها مع هذه الأحداث الإجرامية، التي تهدد حياة التلاميذ و الأساتذة على حد سواء، و هل تنتظر وقوع المجزرة بهذه المؤسسة التعليمية حتى تتحرك و تخرج من مقراتها؟ فيما اختار الأساتذة المنتمون للمؤسسة المهاجمة، أن يتوقفوا نهائيا عن تقديم دروسهم واستقبال تلامذتهم بالفصول، إلى حين إيجاد حل جذري إلى ما تعرضوا له من اعتداء و رعب، من خلال تسييج المؤسسة وإعادة الحرمة لها. الواقعة الحالية حاولت كل الجهات المعنية أن تظل محاطة بالسرية، وأن لا تتجاوز حدود المنطقة القروية التي وقعت فيها، كما الحال بالنسبة لوقائع متشابهة تحدث بشكل مستمر، لكن يتم البحث عن سبل لإخفائها أكثر من البحث عن حلول لها، تقول بعض المصادر من قرى مختلفة، ولعل واحدة من تلك الأمور ما حدث لأستاذة للتعليم الإبتدائي، عاملة بإحدى الفرعيات التابعة للمجموعة المدرسية أبو القاسم الزهراوي بجماعة سيدي رضوان القروية بإقليم وزان، والتي تعرضت لاعتداء مباغت و خطير نتج عنه كسر في يدها من طرف شخص غير متوازن عقليا، بعدما كانت تخطو خطواتها الأخيرة نحو حجرتها لتقديم وجبتها التربوية للتلاميذ، الذين يتعطشون لتذوقها، لتفاجأ بتعرضها لهجوم عنيف. المعتدي تقول المصادر لم يسبق أن صدر منه أي سلوك عدواني اتجاه الطاقم التعليمي بالمؤسسة التربوية، وهو ما يطوق الجهات الأمنية بسيدي رضوان بفتح تحقيق في الموضوع و حماية العاملين بالمدارس التي أصبحت معرضة للهجوم و الاقتحام .و يذكر بأن هذه الفرعية المدرسية بسيدي رضوان التي كانت مسرحا لهذا الحادث المأساوي و الذي كانت ضحيته أستاذة، يعود تاريخ شروعها في أداء رسالتها التربوية إلى بداية استقلال المغرب ! ومنذ ذلك التاريخ وهي تعيش على هامش انشغالات مسؤولي القطاع إقليميا ، ولم تستفد حتى من فتات البرنامج الإستعجالي ، فأصبحت صورتها مستفزة للعين ( حجرات بأبواب مكسرة ، غير مسيجة ، بدون عون حراسة ، معرضة دائما للسرقة ….) ورغم ذلك و في ظل هذه الوضعية المتردية مازال هناك من يتحدث عن جودة العرض التربوي. يعلق أحد الأطر التربوية ساخرا.