- اوضح الخبراء ان توجيه التهمة الاثنين الى جوهر تسارناييف (19 عاما) في اعتداء بوسطن ليس سوى بداية "آلية قضائية طويلة جدا" قد تفضي الى اعدامه، ما سيكون حالة "نادرة للغاية" على المستوى الفدرالي. والتهمة الرئيسية التي تنتظر تسارناييف هي "استخدام والتواطؤ في استخدام اسلحة دمار شامل" في التفجيرين اللذين استهدفا ماراتون بوسطن واوقعا ثلاثة قتلى واكثر من 264 جريحا في 15 نيسان/ابريل.
وقال جيفري اديكوت مدير مركز القانون والارهاب في جامعة سانت ماري في تكساس ان "هذه التهمة هي التي تتضمن اعلى احتمال باصدار حكم بالاعدام" بحقه على المستوى الفدرالي.
وأوضح غريغوري ماكنيل الاستاذ في جامعة بيبرداين في كاليفورنيا ان "القضاء غالبا ما يصدر تهمة اولية ويضيف اليها لاحقا تهم اخرى مع تقدم التحقيق، في حال كشفت مثلا روابط مع تنظيم ارهابي".
و يبقى قرار المطالبة بحكم الاعدام رهنا بوزير العدل اريك هولدر، بناء على توصية من المدعين العامين الفدراليين.
واوضحت روزانا كافاليارو المحللة في جامعة سافولك في بوسطن انه "ان كان هناك من حالة تستوجب عقوبة الاعدام، فهي هذه القضية".
اما في حال تمت ملاحقة جوهر تسارناييف امام قضاء ماساتشوستس وليس على المستوى الفدرالي، فلن يكون ذلك ممكنا لان هذه الولاية الغت حكم الاعدام.
وحول مصير جوهر تسارناييف ومدى تعاونه في التحقيقات، أوضحت كافاليارو ان "عقوبة الاعدام هي اداة قوية جدا لاقناع المتهم الذي يواجهها بالتعاون".
واضافت "انه رجل وحيد لا احد لديه، خسر شقيقه وهو يواجه لائحة طويلة جدا من الاتهامات. كل شيء سيتوقف على سلوكه. هل سيبدي ندما ام سيبقى صامتا؟ هل كان لشقيقه الاكبر تاثير عليه؟ هل تلقيا مساعدة دولية؟ كلها عوامل ستحدد ما اذا كانت عقوبة الاعدام مناسبة ام لا في حالته".
وحول امكانية ان يترافع في الملف على اساس الاقرار بالذنب، قالت روزانا كافاليارو ان "تلك ستكون وسيلة لتفادي الكثير من المعاناة. المحاكمة لن تبدأ قبل سنة او اكثر، وفي هذه الاثناء يكون الجميع ضمد جراحه، واعادة فتحها بعد عام او عامين ستكون معاناة بالغة".
وتوقع اديكوت من جهته ان "يحاول محامو الدفاع التفاوض بشان الاعتراف بالذنب، لكن نظرا الى طبيعة الجريمة الفظيعة، فان الحكومة سترفض ذلك".
وفيما يخص المدة التي تستغرقها الآلية القضائية، قالت كافاليارو "ستكون هذه آلية طويلة جدا وسيعمل مئات الاشخاص بشكل متواصل على القضية".
وقال اديكوت ان "القضية ستتقدم ببطء شديد لان الدفاع سيعرض شتى انواع الظروف المخففة وسيتقدم بطلبات لنقل موقع المحاكمة وسيسعى للنيل من مصداقية القاضي" مذكرا بانه في قضية اطلاق النار في فورت هود بتكساس قبل اكثر من ثلاث سنوات "فان المحاكمة لم تبدأ بعد".
وقال جيفري توبين المحلل في مجلة "نيويوركر" انه "اذا ما حددت الحكومة ان 'شقيقه الاكبر' تيمورلنك هو الذي ضغط على الزناد او ان عجزت عن الاثبات ان جوهر هو الذي فعل، فمن الممكن عندها ملاحقته بتهمة التآمر او المشاركة في القتل".
وراى جيفري اديكوت ان "هذه القضية تلقى متابعة دولية هائلة الى حد ان الحجة بانه لا يمكن تشكيل هيئة محلفين غير منحازة في بوسطن غير صحيحة، لانه ليس هناك مكان واحد في العالم لم يسمع بالملف".
ويرى ريتشارد ديتير مدير مركز الاعلام حول عقوبة الاعدام انه اذا ما حكم على تسارناييف بالاعدام، فان تنفيذه "ليس في مستقبل قريب"، مذكرا بان احكام الاعدام على المستوى الفدرالي "نادرة للغاية" وفي حال صدر هذا الحكم بحقه "سيكون هناك استئناف يستغرق سنوات".