كشفت دراسة طبية حديثة النقاب عن أن الشعور بالضيق والتوتر العصبي عند السائقين، الذين يعانون من الاختناق والزحام المروري أثناء القيادة، قد يؤثر على صحتهم العقلية على المدى البعيد، فالتكدس الذي يصنعه تزاحم السيارات لا يعكر مزاج السائقين فحسب، بل يؤدي إلى إصابتهم باضطرابات عقلية مزمنة. ووجد مجموعة من علماء النفس بجامعة كاليفورنيا، أن المضايقات اليومية التي يواجهها الإنسان مثل الانتظار لوقت طويل بسبب زحام المرور، يمكن أن تتراكم مع مرور الوقت، وتسبب مشاكل عقلية في وقت لاحق من الحياة، لافتين إلى أن تعلم الحفاظ على صفاء الذهن والهدوء في مواجهة ضغوط الحياة اليومية الحديثة أمر ضروري، يماثل أهمية اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. وأجريت الدراسة، التي نشرت نتائجها فى مجلة "ساينس" العلمية النفسية، على مجموعة من الرجال والنساء، الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 74 عامًا، ويتعرضون إلى العديد من الضغوط اليومية . ووجد الباحثون أن ردود الأفعال السلبية الناتجة عن الضغوط اليومية؛ مثل الخلافات التي تقع بين الأزواج، والصراعات في العمل بين الزملاء، والوقوف في طوابير طويلة أو الانتظار لفترات بزحام المرور، كلها عوامل أدت إلى الضغط النفسي والقلق واضطرابات المزاج، بعد مرور عشر سنوات على الأقل.