يضيع المواطن المغربي يوميا أكثر من أربع ساعات في الازدحام المروري، بما يعادل 100 ساعة شهريا، ما يدل على ضياع أيام بطولها من عمر كل شخص سنويا سدى، في ظل أزمة مرور خانقة تستدعي التنظيم.. ناهيك عما تسببه من أزمات صحية كجلطات دماغية، أزمات قلبية وارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، الضغط النفسي، السمنة والاكتئاب. لا يزال ازدحام حركة المرور مشهدا يطبع مختلف مدن وشوارع العاصمة الاقتصادية التي لم تعد قادرة على احتواء هذا الكم من السيارات مسببة زحمة مرور خانقة طوال أيام الأسبوع. الازدحام قد يؤدي إلى أمراض نفسية على المدى البعيد حذّر أخصائيو الطب النفسي من استفحال داء القلق والتوتر الحاد إلى جانب أمراض الضغط لدى عدد كبير من المواطنين، حيث يعد الاكتظاظ المروري وما يصاحبه من ضغوط نفسية، من أكثر مسبباتها بالنظر إلى ازدياد حالات الإصابة بالأعراض النفسية ذات الأثر السلبي على المدى البعيد، منها الملل، الاكتئاب، القلق والتوتر وكذا أمراض القلب والضغط، إلى جانب الخمول والتقاعس الوظيفي، وأشار هؤلاء إلى أن المواطنين، خاصة السائقين، يشتكون من تحول طباع شخصيتهم من الهدوء إلى العصبية، أو الشعور بالضيق والاكتئاب والكسل، وعدم الرغبة في العمل أو بسبب ازدحام الطرق، حيث يشتكي العديد من الموظفين من عدم الرغبة في الذهاب للعمل أو الشعور بالملل والتقاعس الوظيفي، وكل ذلك، بسبب الازدحام الذي يواجهونه كل صباح عبر الطرق المؤدية لأعمالهم كما أكد الأطباء أن هذا الأمر ينعكس سلبا على الأداء الوظيفي أو الدراسي، لمواجهته اليومية لمشكل الازدحام الذي يولد لدى سائق المركبة مشاعر سلبية من الملل، ثم القلق التدريجي والكآبة وضيق الصدر، والإحساس بالكبت النفسي والضغط وآلام في القولون العصبي. نصح الأطباء مستعملي الطرقات بالاعتماد على الأساليب الاسترخائية للتخفيف من وطأة المشاعر السلبية التي يسببها الازدحام، من خلال الاسترخاء، والتنفس بعمق، مع استغلال وقت الانتظار في تهدئة النفس والتفكير في الأشياء الايجابية ، لأن التغذية الإيجابية للذات تخفف كثيرا من ردة الفعل السلبية، ومن التوتر، والأعراض النفسية السلبية. الازدحام .. الهاجس اليومي للمواطن بات الازدحام هاجسا يؤرق مضجع المواطن المغربي، اذ أضحى الذهاب إلى العمل صباحا والرجوع إلى البيت بعد الزوال أشبه بالمعركة، بعد قضاء يوم طويل في العمل.. والكل يشتكي ولا يجد لشكواه آذانا صاغية من السلطات المعنية، حيث أجمع الكل على أنهم يضطرون لأخذ حبوب مهدئة على الطريق التي تشهد يوميا اختناقا مروريا، بالرغم من المجهودات التي بذلتها السلطات، إلا أن الأمر لم يجد نفعا، بل يزداد تعقيدا يوما بعد يوم. ولنقف على خطورة المشكلة التي لم تنفع جميع المشاريع في التقليل من حدتها التقينا بعدد من المواطنين الذين اشتكوا من اكتظاظ الطرقات وهدر الوقت، حيث عبّر لنا «أحمد»، موظف بشركة عمومية والذي يقطن بالبرنوصي، أنه يضيع ثلاث ساعات ، على الأقل، يوميا بين مقر سكنه ووسط المدينة ، وأضاف بأن المدة يمكن أن تصل إلى أكثر في بعض الأحيان، بسبب الازدحام المروري الذي أضحى سمة تلازم العاصمة، وما زاد الطينة بلة، النقص الفادح في حظائر ومرائب السيارات من جهته، عبّر سمير (23 سنة) عن امتعاضه الشديد من أزمة الازدحام الخانقة، إذ يقضي ساعات طويلة بالطريق أكثر مما يقضيها بالبيت، فمسافة النصف ساعة - حسبه - تمتد إلى ساعتين وثلاث، بسبب أشغال التراموي التي تسير على خطى السلحفاة والتي زادت من معاناة كل مواطن، سواء أكان راجلا أم سائقا، ما تسبب للعديد منهم في نوبات عصبية وارتفاع ضغط الدم، جراء قلق الازدحام الشديد. مسلسل الحواجز .. لا نهاية له تساءل معظم المواطنين عن سبب إقامة ذلك العدد الكبير من الحواجز الأمنية التي قد تمتد لأكثر من 10 كيلومترات، إذ لا تخلو الطرقات السريعة منها، والأمر الأكثر غرابة أن المسافة ما بين حاجز وآخر لا تزيد عن 20 مترا ويقضي فيه السائقون في بعض الأحيان ساعة ونصف على الأقل ..فكل هذه الحواجز تساهم - حسبهم - بشكل كبير في إصابتهم بحالة من التوتر والانزعاج والإرهاق و التعب النفسي، وأكثر منهم الجسدي.