انتقلت القضية الفلسطينية من أروقة السياسة إلى الملاعب الرياضية، حيث تفاعل الكثير من الرياضيين مع أحداث غزة، معبرين عن انتفاضتهم الإنسانية إزاء مشاهد التقتيل والتنكيل التي تتناقلها وسائل الإعلام. وقد امتد هذا السلوك إلى الجماهير الرياضية، حيث شهدت ملاعب كرة القدم حول العالم تضامناً جماهيرياً كبيراً مع قطاع غزة. وكان لافتاً للانتباه رفع أعلام فلسطين خلال عدة مباريات في كبريات الملاعب العالمية. الأمور واضحة عند زياش حصد منشور اللاعب حكيم زياش، نجم المنتخب المغربي لكرة القدم، تفاعلاً واسعاً وعالمياً بعد أن انتقد التطبيع مع إسرائيل وندد بجرائمها بحق الفلسطينيين. ونشر زياش فيديو يظهر جنوداً إسرائيليين وهم ينكلون بجثث مقاومين في بلدة قباطية بجنين في الضفة الغربية، وكتب في تعليقه على الفيديو الذي نشره عبر حسابه على إنستغرام: "لتكن الأمور واضحة، تبا لإسرائيل". وقد انتشر كلامه كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً أنه يحظى بمتابعة 11 مليون متابع على إنستغرام. وتعليقاً على نفس الحادث، علق الجيش الإسرائيلي بأن: "هذا حادث خطير لا يتوافق مع قيمنا وتوقعات جنودنا، والحادث قيد التحقيق". في حين وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الحادث على منصة إكس بأنه "جريمة" كشفت عن "وحشية" الجيش الإسرائيلي. من جانبه، قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن المشاهد "مزعجة للغاية". وتأتي هذه التفاعلات متسقة مع القانون الدولي الذي يلتزم الجنود من خلاله بضمان التعامل باحترام مع الجثث، بما في ذلك جثث الأعداء. رياضيون يعلنون دعمهم للقضية الفلسطينية محمد أبو تريكة، من أبرز الرياضيين العرب الأكثر تفاعلاً مع القضية الفلسطينية، عبر عن تضامنه بقوة، مؤكداً أن "ما نشاهده من بطولات الرجال في غزة لم يحدث في تاريخ الحروب من قبل". وقد أثنى جمهور نادي "سبورتنغ المكنين" التونسي على موقف لاعب منتخب مصر السابق محمد أبو تريكة، من خلال "تيفو" ضخم خلال الجولة الرابعة ضمن منافسات بطولة النخبة لكرة اليد. كما واصل النجم الألماني ولاعب ريال مدريد السابق، مسعود أوزيل، دعمه للقضية الفلسطينية، حيث كتب على حسابه الرسمي في منصة إكس: "الصلاة من أجل الإنسانية، الصلاة من أجل السلام والأبرياء، وخاصة الأطفال". في السياق نفسه، وضع النجم المصري محمد النني، لاعب فريق أرسنال، صورة لمسجد قبة الصخرة مع العلم الفلسطيني بدلاً من صورته الشخصية على حسابه في تويتر. ونشر نصير مزراوي، لاعب فريق بايرن ميونخ، مقطع فيديو عبر خاصية القصص بحسابه على إنستغرام، متمنياً النصر للشعب الفلسطيني. أسطورة كرة السلة الأميركية، راي ألين، دعم فلسطين أيضاً عبر إنستغرام، حيث أعاد نشر فيديو يفضح أكاذيب الإعلام الأميركي حول حقيقة ما يحدث في غزة. بطل كمال الأجسام المصري، رامي السبيعي (بيغ رامي)، عبر عن تضامنه مع غزة والقضية الفلسطينية بمنشور على إنستغرام تحت عنوان "غزة العزة وفلسطين الأبية". في حين نشر بطل الملاكمة الأولمبي البريطاني، أمير خان، رسالة مؤثرة عبر حسابه في إكس قال فيها: "طوال مسيرتي المهنية، كان هدفي أن أصبح بطلاً وأن أستخدم شهرتي لإحداث تغيير إيجابي في العالم". كذلك، النجم كريم بنزيما، الحائز على جائزة الكرة الذهبية 2022، نشر تغريدة على منصة إكس تضامناً مع سكان غزة، وكتب: "كل دعواتنا لسكان غزة، الذين أصبحوا مرة أخرى ضحايا القصف الظالم، الذي لا يترك طفلاً أو امرأة". الرياضيون يؤثرون في الرأي العام العالمي ذكر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في منشور على موقعه الرسمي أن "المقاومة الرياضية تعتبر النصف المكمل لما تحققه المقاومة الوطنية على الأرض". وأضاف أن "الرياضة الفلسطينية لا تزال في دائرة استهداف الاحتلال، لأن الاحتلال يدرك خطورة الرياضة وقدرتها على إيصال الرسائل للعالم". وهذا ما أكده الباحث في علم الاجتماع، محمد المرون، في تصريحه ل"أخبارنا"، حيث اعتبر أن "حملات التضامن الرياضي لها تأثيرها في الرأي العام العالمي، في وقت فشلت فيه الحلول السياسية". مضيفاً أن خرجة حكيم زياش جاءت في إطار التعريف بالحقيقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة، وأن الرياضة قادرة على تحريك مشاعر الناس وتغيير رؤيتهم للقضية الفلسطينية.