شهدت مدينة مرتيل مساء اليوم الأحد، حادثة مأساوية، راح ضحيتها طفل يبلغ من العمر 14 سنة، إثر سقوطه من الطابق العلوي لإحدى العمارات السكنية. ووفقًا للمعطيات المتوفرة، فإن تفاصيل الحادثة تعود إلى أن سيدة تقيم بالطابق الرابع لإحدى العمارات السكنية، نسيت مفاتيح شقتها داخل المنزل، ما دفعها للاستعانة بحارس سيارات كان متواجدًا بالقرب من مكان الحادث، والذي استعان بدوره بالطفل (ص.ن) الضحية. وبحسب الشهادات المتوفرة، فإن حارس السيارات عرض مبلغًا ماليًا على الطفل الذي كان يلعب كرة القدم بالقرب من مكان الواقعة، وأغراه لمساعدته في فتح باب الشقة من الداخل. حيث قام باستعمال قطعة قماش (ليزار) لربط الطفل، طالبًا منه النزول من سطح العمارة إلى شرفة الشقة، ومن ثم الدخول لفتح الباب، إلا أن الأمر تحول إلى مأساة بعدما انقطعت قطعة القماش، ليسقط الطفل من علو شاهق ويلقى حتفه فورًا بعد ارتطامه بقوة بالأرض. وهرعت المصالح الأمنية إلى مكان الحادث فور وقوعه، حيث تم فتح تحقيق عاجل لمعرفة تفاصيل الواقعة وتحديد المسؤوليات القانونية، بأمر من النيابة العامة المختصة. وكشفت مصادر مطلعة ل"أخبارنا" أن العناصر الأمنية بمفوضية أمن مرتيل اعتقلت صاحبة الشقة، بينما لا يزال البحث جاريًا عن حارس السيارات الذي فر إلى وجهة مجهولة، وذلك للتحقيق معهم حول دوافع الحادث وظروفه. كما باشرت السلطات جمع الأدلة وتحليل مسرح الجريمة لتبيان مدى الإهمال أو التورط الجنائي في هذه المأساة. وخلال تواجدهم في المكان، عبّر العديد من سكان الحي عن صدمتهم وحزنهم الشديدين جراء فقدان الطفل في حادث مؤلم كهذا، وأكد البعض على ضرورة الانتباه إلى خطورة الاعتماد على الحلول غير الآمنة في مثل هذه المواقف، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحياة الأبرياء. كما طالبوا بضرورة محاسبة المسؤولين عن الحادث واتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل. وأثارت الحادثة نقاشًا واسعًا حول ضرورة تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على سلامة الأطفال والامتناع عن تعريض حياتهم لمواقف خطرة. كما طالب بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بإطلاق حملات توعية موجهة للسكان حول كيفية التصرف في حالات الطوارئ، وعدم اللجوء إلى الحلول العشوائية التي قد تؤدي إلى عواقب كارثية.