كان قد عمد عناصر البوليساريو، كعادتهم دائما، للتسلل لاجتماع تحضيري لقمة "تيكاد" الإفريقية اليابانية. حيث تمكن عناصر من الجبهة الانفصالية من ولوج قاعة الاجتماعات عبر استخدام جوازات سفر دبلوماسية جزائرية، وحضروا باعتبارهم ضمن شخصيات جزائرية دبلوماسية، غير أن السحر انقلب على الساحر، فقد أدى هذا التصرف الذي يستبطن العداء الجزائري، إلى عكس النتائج المرجوة منه. الاتحاد الإفريقي يوجه دعوة للبوليساريو
وجهت اليابان دعوات فقط للبلدان الأفريقية الأعضاء في الأممالمتحدة، وتجدر الإشارة إلى ان وزارة الخارجية اليابانية وجهت دعوات للمشاركة في الاجتماع الوزاري (تيكاد 9)، حصريا، إلى البلدان الأفريقية الأعضاء في الأممالمتحدة. ولم تتم دعوة جبهة البوليساريو الانفصالية. وفي سياق متصل، حضر عناصر "البوليساريو"، بجوازات سفر جزائرية. بصفتهم أعضاء في الوفد الجزائري، ذلك أن السفارة الجزائرية في طوكيو قدمت مذكرات شفهية إلى السلطات اليابانية تطلب لهم تأشيرات كجزائريين، أي بالطريقة ذاتها التي قدم بها طلب بقية اعضاء الوفد الجزائري. ويبدو أن حضور الكيان الوهمي رغم هذه الملابسات، كان بدعوة من الاتحاد الإفريقي، الذي يبقى الجهة المخول لها دعوة أعضائها، إذ حضر الكيان الوهمي أشغال الاجتماع الوزاري اليوم السبت، عبر ممثله المسمى "محمد سيداتي". عملية توجيه الدعوات التي تبقى من اختصاص مفوضية الاتحاد الافريقي، التي دعت كيانا لا يعتبر عضوا في الاتحاد الافريقي، خاصة في ظل تداول مصادر إعلامية تسرب "وثيقة الدعوة".
في الوقت الذي أعلنت اليابان عن عزمها عقد مؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية الإفريقية (تيكاد 9)، في مدينة يوكوهاما السنة المقبلة (2025)، تمارس الجزائر ألاعيبها ضد الوحدة الترابية للمملكة، في لحظة غاب فيها عن الجزائر تغليب مصلحة القارة. ويذكر أن "تيكاد" هو مؤتمر دولي تقوده اليابان، ويشارك فيه قادة دول لمناقشة تعزيز المساعدات والاستثمار في البلدان الإفريقية. وقررت الحكومة اليابانية، خلال اجتماع مجلس الوزراء، عقد المؤتمر في يوكوهاما لمدة ثلاثة أيام، اعتبارا من 20 غشت 2025. وكان أفاد وزير شؤون مجلس الوزراء، أن اليابان سوف تستغل مؤتمر "تيكاد 9" كفرصة لزيادة تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية، بما يساهم في تحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة، وخلق حلول متطورة للقضايا العالمية التي تؤثر على أفريقيا بشكل خاص.
حضور عبثي يجر نتائج عكسية
الحضور "التدليسي" لممثل الكيان الوهمي لاشغال مؤتمر اليابان، الذي كان يرتجي منه تأكيد مكانته، جر عليه وبالا لم يحسب له حسابا. فاليابان التي احتضنت، الجمعة، الأشغال التحضيرية للنسخة التاسعة لقمة «تيكاد» الأفريقية- اليابانية، جدّدت بشكل رسمي عدم اعترافها ب "البوليساريو"، وكان الوزير المنتدب الياباني في الشؤون الخارجية، فوكازاوا يوواشي، أكّد خلال الجلسة الافتتاحية أن تسلّل «البوليساريو» إلى هذا الاجتماع «لا يغيّر البتة من موقف اليابان»، مشدّداً على أن بلاده لا توجّه الدعوة إلى قمم «تيكاد» إلا للدول الأعضاء في الأممالمتحدة. وفي سياق متصل، تعود إلى الواجهة مسألة طرد هذا التنظيم الانفصالي من منظمة الاتحاد الإفريقي، الذي يعد مطلبا لدى العديد من القوى السياسية الفاعلة داخل إفريقيا. ويبدو أن الاتحاد الإفريقي قد مهد لذلك حينما أصدر، قبل أسابيع، قرارا يقضي باستبعاد البوليساريو من المشاركة في المناسبات ذات الطابع الدولي، مع حصر المشاركة في الدول المعترف بها أمميا، فيما يؤكد مهتمون أن طرد هذا التنظيم مسألة وقت فقط!.