منذ السابع من أكتوبر 2023 و الكيان الإسرائيلي يرتكب مجازرَ شنيعةً في حقّ الشعب الفلسطينيّ في قطاع غزة المُحتلّ.. لقد مرّ على الهجوم البرّي على غزة عشرة أشهر و مجازرُ الاحتلال في حقّ المدنيين الأبرياء لا تتوقّف.. فإلى يومه الخميس الثامن من اغسطس 2024 "بلغ عدد الشهداء حسب ما أعلنته وزارة الصحة في قطاع غزة الخميس أن حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ نحو عشرة أشهر، بلغت 39699 شهيدا على الأقل... وأشارت الوزارة إلى أن إجمالي عدد الجرحى "بلغ أكثر من 91722 إصابة".. أمام صمت ما يُسمّى "المجتمع الدولي" و الدّعم الأمريكيّ اللّامحدود للكيان بالمال و السلاح، فقد باتت القوات الإسرائيليّة تدفع نحو التصعيد في قصفها الهمجي لكلّ مكانٍ يتواجد فيه المواطنون الأبرياء، تستخدم القوات الصهيونيّة طائراتِها الحربيّةَ في تدمير مُربعات سكنيّة بأكملها و على رؤوس ساكِنتِها مما ينتج عنه استشهاد العشرات و جرح العشرات من المواطنين يوميّاً، كما تَعْمَد هذه القوات المُتغوِّلة اللّاأخلاقيّة و اللّاإنسانيّة إلى استهداف النازحين داخل غزة في الطرقات و في مدارس الإيواء و في الخيام التي ينصبونها في العراء، معظم ضحايا العدوان من الأطفال و النساء و الشيوخ و المرضى.. و يتضح من خلال المجازر اليوميّة التي يقترفها الجيش الإسرائيلي أنّ الهدف من ورائها قتل و جرح أكبر عدد مُمكن من المواطنين الفلسطينيّين و ليس القضاء على حركة حماس، كما تدّعي إسرائيل.. و الغريب في الأمر هو وُقوف "المُجتمع الدوليّ" مَوقِفَ المُتفرِّج على الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها إسرائيل بِدعمٍ أمريكيّ فاضح، و الذي أعلنته أمريكا مُنذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث صرّحت الإدارة الأمريكيّة أنّها مع الكيان الإسرائيليّ فيما تُسمّيه (الدفاع عن النفس)، كما صرّحت بأنها ماضيةٌ في دعمِها اللّامحدود للكيان.. و ما يُثير الغرابة عجز الأمم المُتّحدة في إيقاف هذه الحرب الشَّعْواء على الشعب الفلسطيني الذي تلتَهِمه الآلة الحربيّة الإسرائيليّة، لقد فَشِلت الأممالمتحدة و مُنظّماتها القانونيّة في تنفيذ قراراتها، مِمّا شجّع الكيان في الاستمرار في الإبادة الجماعيّة للشعب الأعزل في غزة، ذلك أنّ الولاياتالمتحدة هي الحاضِنة و الراعية لإسرائيل، و هي الحِصن الحصين المانِع لأيّ تدخُّل أمَمي لردع إسرائيل و ثنيِها عن المجازر و المَذابح التي تقترفها يوميّاً في القطاع.. إسرائيل و معها حليفتُها أمريكا فوق القانون الدوليّ، الذي يُجرِّم المَساس بِحرمة البشر و كرامتِه.. أمريكا هي التي قامت و لاتزال بتعطيل القرارات الأمميّة، إمّا بالفيتو أو بالضغط على المُنظمة الدوليّة التي كان من المفروض عليها حماية البشريّة أينما كانت و أينما تواجدت في كلّ ربوع العالم، دون تَحيُّزٍ أو تمييز...