في التفاتة إنسانية نبيلة، أصدر صاحب جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عفوه السامي على مجموعة من المزارعين المتابعين في قضايا الزراعة غير المشروعة لنبتة "الكيف" وذلك بمناسبة الذكرى 71 "لثورة الملك والشعب" التي تحتفل بها المملكة في 20 غشت من كل عام. ويعتبر هذا العفو تكريسا للنهج الإنساني الواضح والجلي الذي تبناه صاحب الجلالة على مدى ربع قرن، والذي جعل التسامح والعفو والعطف ركائز أساسية لسياسة جلالته الاجتماعية التي كانت رمزا للرأفة والإنسانية. وتتسق مبادرة العفو عن المزارعين مع الأهداف الاستراتيجية المنتهجة لتطوير سلاسل القنب الهندي المشروع، وذلك من خلال إتاحتها فرصا أكثر للمزارعين المستفيدين وتوجيههم نحو الانخراط في أنشطة قانونية مدرة للدخل. وتجسد هذه الخطوة الملكية الكريمة، ذات الدلالات الإنسانية، وسيلة لإنهاء كافة الرواسب السلبية التي تفرزها الزراعة غير المشروعة للقنب الهندي، خصوصا على الفلاحين الصغار خوفا من الاعتقال ومخالفة القانون. إذ تصب هذه البادرة في صالح العدالة الاجتماعية والإدماج الاجتماعي عبر تقديم فرص للاندماج وتحسين ظروف الحياة للفئات الهشة. ومن شأن قرار العفو هذا أن يتيح للمزارعين الصغار، موضوع متابعات قانونية، الولوج إلى مجال الاستعمالات المشروعة لنبتة القنب الهندي بما يسمح بإدماجهم في اقتصاد قانوني ومنفتح على الصناعات الصيدلية والمجموعات الاقتصادية. ويمهد هذا القرار نحو مصالحة جديدة تنخرط في إطار التحولات التي شهدها المغرب خلال السنوات الماضية والتي تصب جميعها في اتجاه الاستقرار الداخلي والتنمية المستدامة، وكذا تعزيز المكتسبات التي حققتها المملكة في مجال حقوق الإنسان.