نشط ممثلو منظمات المجتمع المدني العاملة في أقاليم المغرب الجنوبية لكشف جملة من الحقائق المرتبطة بملف الصحراء المغربية٬ أمام المنتدى الاجتماعي العالمي. واجتهد هؤلاء الناشطون لدحض المغالطات التي تروجها جبهة البوليساريو في هذا الشأن٬ وفضح الأوضاع المأساوية التي يعاني منها المحتجزون الصحراويون بمخيمات تندوف في جنوبالجزائر أمام جميع الوفود المشاركة في المنتدى المنعقد بتونس. وقال أعضاء ونشطاء الجمعيات المدنية المغربية إنهم قدموا للفاعلين والمدنيين والمسؤولين من مختلف دول العالم، مجموعة من الوثائق التي تسلط الضوء على الجوانب التاريخية والقانونية والسياسية لقضية الصحراء والوضع الحالي على الأرض وظروف عيش المواطنين هناك ومواقف الجزائر والبوليساريو اللتين تحاولان بكل الوسائل طمس هذه الحقائق . ووفقا للنشطاء المغاربة فإن العديد من زوار الأروقة المغربية أبدوا اهتماما كبيرا بتفاصيل الموضوع وتفاعلوا مع الشروحات والتوضيحات المقدمة لهم من قبل هؤلاء النشطاء الصحراويين خاصة حول قضية المحتجزين في مخيمات تندوف وموضوع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب كمخرج لوضع حد لهذا النزاع المفتعل إضافة إلى الحقائق المتعلقة بأحداث اكديم ازيك . وقال العديد من ممثلي الجمعيات الصحراوية ومنظمات المجتمع المدني المغربي إنهم ينتهزون فرصة المنتدى العالمي للالتقاء بممثلي الحركات الاجتماعية من مختلف أنحاء العالم ليشرحوا لهم حقيقة الأوضاع في الأقاليم الصحراوية ويردون بذلك على الأكاذيب والدعاية المغرضة التي يحاول الترويج لها كل من البوليساريو والجزائر حول هذا الملف. وفي هذا السياق٬ قال الداهي الكاي رئيس جمعية المفقودين لدى البوليساريو وسجين سابق في مخيمات تندوف٬ إن مشاركة ممثلي المجتمع المدني بالصحراء المغربية يرمي إلى تحقيق هدفين٬ الأول يتمثل في التأكيد على الثوابت التاريخية لمغربية الصحراء من خلال الظهائر التي تسلمها وبايع بواسطتها آباؤنا وأجدادنا ملوك المغرب عبر التاريخ٬ والثاني هو الكشف عن الجرائم المرتكبة من طرف جبهة البوليساريو في حق الانسان الصحراوي خلال الفترة من سنة 1974 وإلى غاية استرجاع المغرب الأقاليم الصحراوية. وأضاف أن الصحراويين المغاربة المشاركين في المنتدى يبينون لمخاطبيهم من الشعوب الأخرى كيف أن جماعة البوليساريو مسؤولة عن التصفية الجسدية لعدد كبير من سكان الصحراء الأصليين المتواجدين في مخيمات تندوف التي أصبح نحو 80 في المائة من سكانها ينتمون إلى مناطق جزائرية وإفريقية لا علاقة لها بالأراضي الصحراوية المتنازع عليها. وأضاف الداهي الكاي أن منظمة العفو الدولية تصدر سنويا تقارير حول أوضاع السكان في مخيمات تندوف وتسلم للجزائر نسخا منها لمطالبتها كدولة موقعة على معاهدة حقوق الانسان تقديم جلادي البوليساريو للقضاء الدولي لمحاكمتهم على الجرائم التي اقترفوها. من جهته، قال عويس السالك، ناشط من مدينة العيون إنه وعدد من رفقائه دعوا المشاركين في المنتدى لمساعدتهم في الضغط على الجزائر من أجل السماح "لإخواننا المحتجزين في تندوف بتقرير مصيرهم بأنفسهم والالتحاق بأهلهم وذويهم في الأراضي الصحراوية للمشاركة معنا في تنفيذ مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كمخرج وحيد لهذا النزاع والذي يمكننا من إدارة شؤوننا بأنفسنا تحت الراية المغربية". وقال إننا نؤكد لرواد المنتدى العالمي أن أغلبية سكان الصحراء مع الحكم الذاتي باعتباره "يضمن للإنسان الصحراوي كافة حقوقه ويجعله يعيش في سلام وكرامة". أما الناشطة فالة بوصولة، رئيسة جمعية النهضة بحقوق المرأة والطفل بالعيون ونائبة برلمانية سابقة٬ فقد أوضحت أن الرسالة التي تريد إبلاغها للعالم من خلال المنتدى٬ هي أن "المرأة المغربية عموما والمرأة الصحراوية على الخصوص أصبحت تتمتع بكافة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية بفضل ما بذلته من تضحيات ونضالات٬ ولذلك نريد أن يسمح للمرأة الصحراوية في مخيمات تندوف الالتحاق بأختها في الأقاليم الصحراوية للتمتع بنفس هذه الحقوق في كنف الحرية والكرامة ". وأضافت "إننا ندرك أن المرأة الصحراوية في مخيمان تندوف محتجزة جسديا وفكريا ولا تتمتع بالحد الأدنى من الحقوق٬ ولذلك نطالب من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في مختلف أنحاء العالم أن تنضم إلينا في هذا النداء لفك الحصار عن المرأة الصحراوية وعن الأطفال الصحراويين في مخيمات تندوف". وفي سياق متصل، عبر اثنان من النشطاء المدنيين الاسبان وهما خوان كالوس غيريا شالي وفرانسيسكو كاريلو٬ عن اعجابهما بما يتميز به المجتمع المدني المغربي وخاصة في الصحراء من "حيوية ونشاط" في شرح مواقفه من قضية الصحراء . وقال فرانسيسكو كاريلو "زرت مؤخرا العيون وأعجبت بما تحقق في الصحراء على مستوى البنية الأساسية من مدارس ومرافق عمومية وطرقات٬ وأنا في رأيي لا خيار للصحراويين عموما وخاصة الموجودين في مخيمات تندوف إلا العودة إلى الصحراء والقبول بالحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب باعتباره أحسن حل في الوقت الراهن لأنهم لن ينطلقون من الصفر٬ إذ أن الصحراء بلغت درجة عالية من التنمية بفضل الجهود الجبارة التي قامت بها الدولة المغربية٬ وبالتالي إذا قبل الصحراويون بالحكم الذاتي فإنهم سيتمتعون بمستوى عال من العيش ولن يضطروا إلى العيش في خيام كما هو الشأن عليه الآن في مخيمات تندوف".