قبل أسابيع قليلة مضت، صدع نظام الكابرانات رؤوس العالم برواية "مفبركة" زعم من خلالها نجاحه في إنتاج كميات ضخمة وغير مسبوقة في تاريخ الجزائر من مادة القمح، غير أن هذه "الكذبة" المفضوحة سرعان ما انكشفت حقيقته للجميع، عقب إقدام الجارة الشرقية (الديوان الجزائري المهني للحبوب) قبل يومين على طرح مناقصة دولية لاستيراد قمح الطحين اللين لشحنه إلى ميناءين فقط، وهما مستغانم و/أو تنس، وفق ما أكده متعاملون أوروبيون الأحد الماضي. هذه المناقصة الجديدة، كشفت للعالم حقيقة هذا النظام المارق الذي لا يجد حرجا في الضحك على ذقون الشعب الجزائري، مستغلا تحكمه في أبواقه المأجورة التي يستعملها كآلة دعائية من أجل الترويج لبطولات وزعامات وهمية، أساسها الكذب والبهتان والسرقة والافتراء على الآخر والسرقة.. وهو ما تأكد بالدليل والبرهان بعد أن اضطرت الجزائر مجددا إلى الاستيراد من أجل توفير حاجياتها من القمح، وهي التي زعمت قبل أسابيع أن نجحت في حصد إنتاج ضخم وغير مسبوق من هذه المادة الحيوية. في ذات السياق، أكدت تقارير إعلامية إن هذه المناقصة تروم استيراد نحو 50 ألف طن من القمح (الطحين اللين)، موضحة أن عملية الشحن تستهدف ميناءين فقط، في إشارة إلى أن نفس العملية ستشهدها باقي الموانئ في قادم الأيام، بالنظر إلى حاجة الجزائر الكبيرة من هذه المادة. ووفق وكالة رويترز، فقد حدد الديوان الجزائري المهني للحبوب، اليوم الثلاثاء 09 يوليوز 2024، موعدا نهائيا لتقديم عروض الأسعار في المناقصة، على أن تظل العروض سارية المفعول حتى اليوم التالي. كما أشار ذات المصدر إلى أن الجزائر تعد مستوردًا مهمًا للقمح من الاتحاد الأوروبي، وخصوصًا من فرنسا، موضحا أن الفترات المطلوب خلالها شحن القمح من مناطق الإمداد الرئيسية، تنطلق من فاتح شتنبر 2024، وتستمر إلى غاية ال 15 منه، على أن تستأنف من 16 إلى 30 من الشهر ذاته، ومن 01 أكتوبر 2024 إلى ال 15 منه، ومن 16 إلى 31 أكتوبر من العام نفسه. وأشار المصدر ذاته إلى أن عملية الشحن ستتم قبل هذه المواعيد بشهر إذا كان مصدر القمح من أمريكا الجنوبية أو أستراليا.