تصدّرت الناشطة الجزائرية "صوفيا بنلمان، التي طُردت من ساحل العاج، الدولة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية 2024، (تصدرت) عناوين الأخبار من خلال إثارة جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي بسبب احتقارها الإيفواريين. فمن يقف وراء المؤثرة "بنلمان"؟ سلطت مجلة "مغرب أنتلجنس" الضوء على "بنلمان"؛ إذ أوردت أنها "ليست شخصية مؤثرة بسيطة تستمتع بوقتها مثل طفل فاقد للوعي على فيسبوك أو تيك توك أو إنستغرام؛ لا". وتابعت: "بعيدا عن ذلك، نجد خلف "بنلمان" عميلا سريا حقيقيا نشرته السلطة الجزائرية على الأراضي الفرنسية"، مواصلة أن "أصله من "صور الغزلان"، ولاية البويرة، وسط البلاد؛ هذا المؤثر الجزائري هو في الواقع شخص عاطل عن العمل وله مهنة غير نمطية، وقد دخل بشكل مثير إلى عالم المكائد السياسية بفضل العقيد لطفي". وزاد المصدر نفسه أن "العقيد لطفي وأعوانه استخدموا صوفيا بنلمان لمحاصرة القنصليات ورموز الدولة الجزائرية في فرنسا"، مضيفا أنها "أصبحت إحدى مبعوثي عشيرة قوية داخل الأجهزة الجزائرية تتسلل إلى نشطاء الحراك في ليون؛ إحدى المدن الفرنسية الكبرى التي تستضيف جالية جزائرية كبيرة". كما أردف المجلة أنها "تجسست وأبلغت الأمن العسكري بالأعمال التي خططت لها تجمعات الناشطين الجزائريين المقامة في فرنسا"، لافتة: "في عام 2020، تمت استعادتها من قبل العقيد معيوف عبد العزيز المعروف باسم معزوز؛ القنصل العام الحالي، من الجزائر إلى ليون؛ إذ أقنعها بالعمل مباشرة لصالح المخابرات الخارجية الجزائرية". "لقد تغيرت مهمتها بشكل جذري منذ أن وضعت نفسها في خدمة دعاية السلطة الجزائرية، من خلال تعبئة الجزائريين في فرنسا ضد المعارضين المنفيين، وإهانة ليل نهار أكثر معارضي السلطة الجزائرية شهرة"، يشرح المصدر السالف ذكره. مقابل خدماتها؛ قامت المخابرات الخارجية الجزائرية بتسوية وضعيتها الشخصية في مواجهة السلطات الجزائرية. كما تم إسقاط جميع الإجراءات القانونية ضدها، ورفعت الإجراءات التقييدية عنها في المطارات الجزائرية، بل وتم تقديم مكافأة مالية لها. وفي الواقع، تم دفع مساعدة قدرها 1500 يورو لها شهريًا عن طريق وسطاء أرسلتهم القنصلية العامة لمدينة ليون في فرنسا. كما أن العقيد معيوف عبد العزيز تولى مسؤولية تسوية الديون المصرفية ل"صوفيا بنلمان"، التي كانت تعيش بانتظام في ليون، بسبب عدم وجود وظيفة يمكن أن توفر لها راتبا يليق بهذا الاسم. ابتداءً من عام 2022، يضيف المصدر، حصلت بنلمان على الضوء الأخضر للعودة بانتظام إلى الجزائر؛ حيث كان يتم الترحيب بها بانتظام من قبل الملازم عبد الرحمان، المعروف باسم زومبلا، المسجون حاليا في السجن العسكري بالبليدة بتهمة "التآمر"، في إطار فضيحة الضباط المتآمرين الذين أرادوا زعزعة استقرار جزائر تبون. ومن المقرر أن يستخدمها صناع القرار الجدد في الاستخبارات الأجنبية لتعزيز الدعاية المناهضة للمغرب، من خلال محاولة تنظيم مسيرات متتالية في فرنسا ضد المملكة؛ بيد أن هذه الخطة باءت بالفشل، في ظل غياب استصدار تراخيص من مديريات الشرطة الفرنسية. هذا وخلصت المجلة عينها إلى أن بنلمان "لا تيأس وتحاول شن عدة عمليات إعلامية تغذيها الإهانات وانتهاكات الحياة الخاصة، وتدعو إلى الكراهية للدفاع عن قضية السلطة الجزائرية ضد خصومها"؛ غير أن فضيحة تصريحاتها العنصرية في ساحل العاج حولتها إلى كرة ضائعة وفاقدة للمصداقية، مسببة بذلك ضررا جسيما للنظام الجزائري.