تسبب حادث فرار شاب في العشرينيات من عمره، الأسبوع الماضي، عبر طائرة تجارية جزائرية (حجرة معدات الهبوط)، صوب مطار أورلي بالعاصمة الفرنسية باريس، في حالة استنفار واسعة بالجارة الشرقية، بعد أن تحولت الواقعة إلى فضيحة مدوية، عرت عن هشاشة وضعف المراقبة الأمنية بمطار وهران، أين تسلل "الحراك"، قبل أن يتمكن من صعود الطائرة سالفة الذكر دون أن ينتبه له أحد. الحادث كما سلف الذكر، استدعى فتح تحقيقات موسعة على أعلى مستوى، لمعرفة ما إن كان هذا الشاب قد فر إلى فرنسا بتواطؤ مع مسؤولين بمطار وهران، أم أنه نفذ خطته في غفلة من الجميع أن ينتبه له أحد، وفي كلتا الحالتين، فهي فضيحة مدوية، تؤكد كما قلنا هشاشة وضعف المراقبة بمطارات الجارة الشرقية، ما يعني إمكانية وقع حوادث أخطر، من شأنها أن تمس بأمن الدولة. في هذا الصدد، نشرت الرئاسة الجزائرية بيانا للرأي العام، أعلنت من خلاله أنه: "بأمر من الرئيس عبد المجيد تبون، فتح المدير العام للأمن الداخلي تحقيقا ابتدائيا معمقا في حادثة تسلل الشاب رحماني مهدي بهدف الهجرة غير الشرعية عبر طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية بمطار وهران الدولي على الساعة الثامنة وخمس دقائق صباحا يوم 28 /12 /2023 في رحلتها المتجهة إلى مطار أورلي، حيث ضُبط هناك". وأشار البيان أن التحقيقات التي باشرتها المديرية العامة للأمن الداخلي، بعين المكان، كشفت تورط (07) من موظفي المديرية العامة للأمن الوطني، بشرطة الحدود، بالإضافة إلى المحافظ رئيس الفرقة الثانية لشرطة الحدود بمطار وهران، وعميد الشرطة المكلف بأمن المطار. كما كشفت التحقيقات أيضا -يضيف البيان- عن المسؤولية المباشرة لتقني ميكانيكي بالخطوط الجوية الجزائرية، مشيرا إلى أن المسؤوليات من الناحية الإدارية، امتدت إلى المدير التقني التابع للخطوط الجوية الجزائرية ومدير مطار وهران، والمدير الجهوي للمؤسسة الوطنية لتسيير المطارات بوهران. وشدد ذات البيان على أن التحقيقات ستتبع بعد ذلك إجراءات إدارية خاصة تشمل المسؤولين الجهويين والمركزيين بالمديرية العامة للأمن الوطني. في ذات السياق، كانت وكالة "فرانس برس" قد أكدت الأسبوع الماضي، عطفا على معطيات وفرتها النيابة العامة الفرنسية، أن الشاب (المهاجر السري)، جرى نقله على عجل إلى قسم المستعجلات في حالة خطيرة، مشيرة إلى أن جنسيته على الأرجح جزائرية، رغم أنه لم يكن يحمل معه أي وثيقة تثبت هويته. ومعلوم أن الطائرات التجارية عادة ما تحلق على ارتفاع يتراوح ما بين 30 ألفا و40 ألف قدم، ما يجعل درجات الحرارة تنخفض بشكل كبير، قد يصل إلى ناقص 50 درجة مئوية، فيما نقص الأكسجين يجعل البقاء على قيد الحياة غير مرجح لأي شخص يحاول السفر بنفس طريقة الشاب سالف الذكر (عبر حجرة معدات الهبوط).