لا أعرف شامة درشول بشكل شخصي لكني أتذكر أني التقيتها قبل سنوات على هامش لقاء تواصلي، كانت بوجه مبتسم وملامح عاطفية تسهل على الآخرين اقتحام مسافة الأمان بينها وبينهم، لم يكن صعبا فتح باب النقاش معها، لذلك بادرت بمحادثتها. أتذكر أني طلبت بريدها الإلكتروني لأرسل لها إحدى رواياتي لتطالعها. أرسلت لها الرواية لاحقا لكني لا أعلم إن وصلتها أو لم تصل فقد ظلت رسالتي معلقة هناك دون رد إلى يومنا هذا. طبعا أعرف شامة من خلال مقالاتها الاجتماعية السياسية على صفحات بعض الجرائد المغربية. أسلوبها الساخر يهيج القارئ ليكمل قراءة النص لتجد نفسك تنتظر نصها الموالي... هكذا غدت مقالاتها ومقالات آخرين محطة استراحة لي من الكتب المقرر الجامعي المكومة على يميني ويساري.. على أي حال لم تكن مقالاتها بعيدة كثيرا عن تخصصي وأنا الطالب المنتمي للدراسات الانجليزية حينها. بين مارك توين وأرنست هيمنجواي، لا بأس أن أستريح قليلا عند شامة درشول أو بشرى إيجورك... فجأة اختفت مقالات شامة أو لعلي أنا من اعتزلت اقتناء الجرائد التي غدت مكلفة لجيبي وجيوب أصحاب المقاهي أيضا، لأصادفها بعد كل هذه السنوات وهي في قلب عاصفة من الاتهامات بالجاسوسية والصهينة والعمالة... وأنا أسمع وأشاهد هذه الاتهامات مرت في مخيلتي صورة وجهها الباسم وملامحها العاطفية. قد تبدو جمل نصي هذه محملة ببعض العبارات المستعارة من المدرسة الرومانسية لكنها مجرد مدخل لابد منه لأطرح أسئلتي. ليست أسئلة موجهة للعزيزة مايسة سلامة الناجي ولا هي موجهة لخريجي مدرسة السيد الشرعي.. هي أسئلة غير موجهة، مجرد أسئلة: لماذا تعتقدون أننا، نحن المغاربة، أغبياء؟ لماذا تعتقدون أننا دون القدرة العقلية على فهم قذاراتكم؟ لماذا تعتقدون أنكم أذكى منا جميعا؟ لماذا تتوهمون أنكم أوصياء علينا؟ لماذا تعتمدون نفس الآليات التقليدية في اللعب؟ لماذا تتوهمون أننا سنقول نعم "كلنا أولئك اللقطاء"؟، لماذا تعتقدون أنكم أسياد مزرعة جورج أورويل ونحن قطيعها؟ أعلم أنه لو سنحت لكم الفرصة لتجيبوا صراخا لقلتم: نعم أنتم قطيع ونحن الأسياد، أنتم غارقون في الغباء ونحن صناع الذكاء.. أعلم أنكم تقولون ذلك صمتا وهمسا لبعضكم.. على أي حال للمغرب رب يحفظه، شعب يحبه، وملك يحميه..