في خضم النقاش والجدل الدائر حول "صور" قيل إنها للنائبة البرلملنية أمينة ماء العينين، والتي ظهرت في صور أخرى، حقيقية هذه المرة، رفقة جواد بنعيسي الزوج السابق لزينب الغزوي، كتبت الإعلامية المغربية شامة درشول تدوينة على حسابها الفيسبوكي ركّزت فيه على موقع المرأة في المجتمع المغربي وكيف استغل جواد بنعيسى موقع ومكانة ماء العينين وشهرتها ليركب عليها قصد العودة من جديد إلى واجهة الاحداث كما جرى خلال اقترانه مع زعيمة "وكّالين رمضان" وإحدى الوجوه التي أثارت جدلا كبيرا في فرنسا منذ نجاتها من الهجمات الارهابية على صحيفة "شارلي إيبدو" بباريس سنة 2015 ودعوتها إلى ضرورة فتح نقاش حول الاسلام وانتقاد النصوص القرآنية ولما لا الضحك والتهكم على الرسول محمد.. وبالنظر إلى أهمية ما جاء في تدوينة شامة دركول فإننا ننشرها قصد اطلاع القراء عليها: "تفاجأت حين وجدت نفسي ضمن لائحة الذين غضب عليهم السيد جواد بنعيسي، فأعدمهم فيسبوكيا مع أني لا اتذكر أني سبق وتحدثت عنه، وإن كنت سبق وتحدثت في مقالاتي على الأخبار عن أمينة ماء العينين فقط لانها شخصية عامة، وهو ما لا يتوفر في السيد جواد، وربما لهذا السبب "تقلق". لكن جديا، أريد هنا أن أوجه كلامي للسيدة أمينة، بعيدا عما تم تداوله، عزيزتي لم يكن خطأك لا في نزع الحجاب خارج المغرب، والظهور به داخله، ولا فيما يقال والله أعلم أنك سقطت ضحية لشخص يهوى "النصب العاطفي"، لكن في نظري كامرأة أن الخطأ هو أنك حفرت الصخر بيديك حتى صنعت لنفسك اسما مهما تم الاختلاف على انتمائه، وايديولوجيته، لكنك استطعت في مجتمع مثل مجتمعنا، وحزب مثل حزبك، ان تفرضي وجودك، وهو ما يوحي على أنك تملكين شخصية قوية بما يكفي، لكن للأسف هذه الشخصية القوية لم تمنعك من القيام بأسوأ شيء يمكن لامرأة أن تقوم به وهو "أن تقدم كل مسارها، وكل قتالها، على طبق من ذهب فقط لان قلبها أمر أن تفعل". كنت ذات شخصية قوية بما يكفي لكي تدعمي شخصا تصفينه أنت بالصديق، ويصفه آخرون بالعشيق، ولا يهم الوصف ما يهم أنك لم تكوني أنانية بما يكفي لكي تمتنعي عن تقديم العون لشخص اعتقدت أنه يريدك لأنك امرأة ناجحة، وقوية، في حين أنه يريدك لأنك سيارة سريعة، وغير مكلفة، ستوصله إلى مراده بأقل مجهود، يكفي أن يزودك بما تعتقدين أنك تحتاجين له وهو "العاطفة". من امرأة إلى امرأة، أقول لك، إننا في مجتمع لم يتربى فيه الرجال على تقديس الحب، بل تربوا على تحقيره، مجتمع يرى في المرأة التي تستطيع أن تردي رجلا زوجا لها هي المرأة الذكية، مجتمع يحترم المرأة التي "تحلب" بكل ما أوتيت رجلها، وتجعل منه مجرد رصيد بنكي، مجتمع يربي المرأة على أن أغلى ما يملكه الرجل هو ماله، وحيوانه المنوي، وأن عليها الحصول عليهما، وإن لم تستطع فعلى أحدهما، وإن تعففت واعتمدت على نفسها فهي في نظر هذا المجتمع مجرد امرأة غبية، وهذا ما وقعت فيه سيدتي، المجتمع اليوم لا ينتقدك لأنك نزعت حجابك في باريس وعدت لترتديه في الرباط، ولا لأنك وقعت "كما يتردد والله أعلم" في غرام شخص ذو سمعة سيئة "ودائما حسب ما يتردد والله أعلم"، بل يعاتبك هذا المجتمع لانك لم تكوني ذكية كباقي النساء اللواتي يسخرن الرجال من أجل تحقيق مصالحهن، وكنت مجرد امرأة غبية قاتلت لسنوات طوال في مجتمع صعب، واستطاعت أن تجعل لنفسها مكانة، وفي الأخير رضيت أن تمنح كل جهدها، ونجاحاتها، وعلاقاتها، لشخص آخر فقط لأنه رجل، او لأنك اعتقدت انه رجل. عزيزتي، أنت أقوى منه بكثير، وأكثر شجاعة، وأكثر جرأة، وأكثر شراسة، وأكثر نجاحا، لكنك لم تكوني ناضجة عاطفيا بما يكفي لكي تميزي بين رجل، وشبه رجل، بين رجل لا يقبل أن يسخر قلبك من أجل مصالحه، ورجل لا يرى فيك إلا تلميذة مجتهدة سوف يغريها بابتسامة لكي تغششه في الامتحان، فهو يعرف أن الإناث عليهن بذل مجهود أكبر حتى يفرضن أنفسهن، لأن الذكور لا يحتاجون لأن يفعلوا. في الصغر، كانوا دوما يقولون لنا "لا تربطوا علاقة مع أبناء الحي، ولا زملاء العمل"، هي نصيحة جيدة، وأقول لك هو حقك المشروع والذي لا حق لأحد في مناقشتك حوله، إن كنت تبحثين عن رجل، عن الحب، عن سند، فصدقيني لا تفعلي في مجال عملك، ولا وسطك، ابحثي عنه بعيدا عن الصحفيين، والسياسيين، والنشطاء، والمثقفين، والفنانين، هذه فئة من الناس تبحث عن الظهور، نرجسيون بما يكفي لكي يروا فيك مجرد مصعد، تأملي جيدا حال السيد جواد، من كان يعرفه قبل زوجته السابقة زينب الغزوي التي كان دوما ينشر صورها على صفحته؟ ومن كان ليهتم به لو لم يكن على علاقة بك أنت سواء كصديقة أو شيء آخر؟ تستحقين رجلا يحبك لذاتك، لما أنت عليه، بأخطائك، بعيوبك قبل محاسنك، رجل يقدر تعبك، ومجهودك، لا رجلا يرى فيك مجرد طريق، ولا رجلا يرى فيك امرأة قوية لا تصلح لا للحب وللزواج، لكنها تصلح لان تجعل منه "رجلا عظيما". أشكر السيد جواد أن منحني فرصة الحديث عن "النصب العاطفي" الطي يمارس علينا نحن النساء اللواتي يراهن المجتمع مجرد غبيات لأنهن رفضن أن يعشن عالة على رجل، رفضن أن يستعبدن الرجل باسم الزواج، والأبناء، وقررن أن يكن حرات، وألا يقبلن في حياتهن إلا رجالا أحرارا، رجالا يعشقون المراة الحرة، رجالا يعرفون ان امراة قوية في حياتك هي جيشك الوحيد الذي يدافع عنك حين تسقط. وختمت درشول تدوينتها بالقول إن "الرجل يشعر دوما أنه أفضل من المرأة، إلى أن ينجب طفلة، لذلك كلامي هذا لن يفهمه الا من كان أبا لطفلة".