منذ زلزال إيغيل 2023، اكاد اجزم ان نهاية العالم تقترب من اي وقت مضى، اخاف ان اتوفى ولا امتلك ما ادافع عنه من اعمال حسنات، فالحقيقة الواحدة هي كثرة السيئات والذنوب ، رغم ما مر في حياتي من محطات المرض والضعف ولحظات الصعبة والضغوط في امور عدة، لم استطع الثبات على التوبة النصوحة، يرخي الليل بظلامه مع أذان صلاة المغرب، لتبدأ الهواجس والتخوفات، والاصعب الترقب الذي يطيل ويسبب التوتر الذي لا يكاد يتوقف، يختفي النوم عن جفوني ويزداد بعد غفوة نوم لأجد صعوبة في النوم وما اصعبها من مدة، مصحوبة بكوابيس وبتشاؤميات. ان الابتلاءات درس وانذار، لتحقيق الاستقامة لكن بطبيعتي يصعب التعامل مع ذلك، ولعلي اتحجج ان الكثيرين شغلهم الشاغل ما احسه واعانيه، يا له من قدر ، تتعدد المواقف التي استند فيها ان التغيير الى الافضل والارقى يمر عبر محطات ولحظات تستأنس فيها على غرار شهر رمضان ويوم عرفة وعاشوراء والايام البيض والتطوع لصيام يومي الاثنين والخميس، وسبعة ايام من شهر شوال، وصلاة الضحى والصلاة في وقتها في المسجد والصدقات والزكاة، والتطوع مع الجمعيات الخيرية. هل سيكون تنظيم كأس الامم الافريقية لسنة 2025، مكسبا للفئات الشعبية من خلال خلق فرص الشغل والبنيات التحتية، واقرار الحد الادنى للأجور، وتحسين الخدمات الصحية، والتعليم وبث الأمن والأمان داخل المجتمع المدني. لنتطلع لأفضل مستقبل مع تنظيم استحقاقات كأس العالم 2030، ونحن مجتمع مدني راكم تنمية الموارد البشرية اجتماعيا واقتصاديا، وقوى بنياته التحتية في المجالين الحضري والريفي، لبلد يقدر الرأسمال البشري من بناته وابنائه؛ فالوطن يبني الشباب والشباب يبني المستقبل. ترفع القبعة واسمى الاجلال والاحترام والتقدير للأئمة، و للعلماء والمخترعين والمبتكرين، لأساتذة التعليم، والرقي بهم، والقطع مع الروتينيات والمدمرة لتنمية وللهوية المغربية المتأصلة من (المحسوبية، الرشوة، الجهل والامية، والشطط في استعمال السلطة، ...). نستشرف انشاء المعاهد الخاصة بالابتكار والتصنيع، واحداث المستشفيات الضخمة في منطقة وحي وغيرهما، وشرطة القرب، وتسهيل الإجراءات الخاصة بالوثائق الرسمية في مركز الشرطة والمقاطعة، والجماعة والقيادة والبلدية والولاية والعمالة، والانهاء مع المركزية التي تؤخر مشاغل الناس. وتوفير الظروف المناسبة لعمل المدرسين، واقرار الحد الادنى للأجور، وإعادة دور الأسرة للقيام بالتربية الحقة، وارجاع قيمة ودور الاستاذ، وليقوم الاعلام بدوره التوعوي وفق أخلاقيات المهنة، والتوقف مع سلوكيات التقليد مع برامج التعليم، من دول متهالكة. فالخوف الذي انتابنا خلال زلزال ايغيل واعصار درنة بليبيا وقبلهما فايروس الكورونا، جعلنا نستغفر ونذكر الله كثيرا ليتلاشى كل شيء مع الايام، فالإنسان يحمد النعم ويكفر بها مزاجيا، بين هذا وذاك تستمر حياة الناس مجترة ايام عادية، نحتاج ان نكون مثل نجم البحر، فهل سنتغير ام نستمر في حالنا؟ وماذا قدم كل واحد منا لنصرة فلسطين الأبية، وكفى اللعب على العاطفة، من طرف احزاب سياسية هارت قواها وأظهرها الزمن بئيسة، فهي لم تخدم الوطن ولم تنصر فلسطين. اظهر زلزال إيغيل بالمغرب 2023، ان وطني فيه ابنائه وبناته الحقيقيين الذين برزوا بتضامنهم الانساني وبوازع ديني قل نظيره، في حين اختبأ المنتخبون والوزراء والبرجوازيون وغابت الوطنية وتبخروا كما لو أنهم في سبات، لا نتفاجأ فقد فعلوها في زمن الكورونا وقبلها في زلزال الحسيمة 2004. اظهر زلزال إيغيل اننا بعيدين عن طرق وامكانات التعامل مع الكوارث الطبيعية وغيرها، يفتقد وطني رأسمال بشري تخطيطا وتدبيرا وحتى تقويما، يحتاج وطني الدروس والتعلم، فوطني بعيد عن التنمية بمختلف أنواعها وتعاريفها، وانه يفتقر المسؤولين الوطنيين الأحرار، انتقدك وطني الحبيب لأني ولدت فيك واعلم قدراتك، لكن اريد وطن المغرب في مصاف الدول المتقدمة قولا وفعلا عملا وواقعا. سينسى الناس مع مرور السنين حادثة إيغيل وقبلها زمن الكورونا وقبلها وقبلها امور وأشياء، لكن لن ينسوا من خان الوطن، ومن به معدن حب وطن ضحى من أجله البسطاء والكرماء، والفقراء والفقر من يفتقر للإنسانية والغني من يتغنى بأمور زائلة، ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام. لنختم في الأخير بسؤال يسائلنا جميعا ونحن على مشارف نهاية سنة وبداية سنة 2024، هل ستستيقظ الهمم ام تغرق في سباتها العميق؟