من تابع الشعارات الرنانة والخطابات القوية التي ظلت القيادات الجزائرية تشنف بها مسامع العالم طوال السنوات الماضية، وهي تدافع "شفويا" عن فلسطين، كان يتوقع مع إطلاق أول رصاصة من رصاص "طوفان الأقصى"، أن تستنفر الجزائر كل جيوشها وتتحرك بسرعة البرقة من أجل نصرة من وصفتهم سابقا ب"إخوانها" في إطار شعار "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". لكن ما حصل أمس، يؤكد بالملموس أن الجزائر هي مجرد "ظاهرة صوتية" ليس إلا، وهذا لامس الجميع في مناسبات عدة، بدليل نص بيان وزارة خارجيتها، الذي لم تجاوز حد التعبير عن القلق والإدانة، دون أن يتجرأ الكابرانات على "تأييد هجوم حماس على مستوطنات إسرائيلية"، أو حتى اتخاذ خطوات ملموسة على الميدان، تنسجم على الأقل مع شعاراتها وخطاباتها السابقة، التي ظلت تسوقها في إطار الاستهلاك الإعلامي. طوفان الأقصى، هو مجرد منعرج بسيط كشف بالملموس زيف مواقف كبارانات الجزائر، بل وفتح أعين الفلسطينيين أنفسهم على حقيقة الشعارات الجوفاء التي ظل نظام العسكر يرددها منذ سنوات، قبل أن تفتضح عند أول منعطف حقيقي، اختارت فيه الجارة الشرقية وضع رأسها في الرمل في انتظار أن تمر هذه الأزمة بسلام، لتعود من جديد إلى ممارسات "بابغائياتها" المعهودة.