يعتبر قتال حزب الله في سوريا إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد بشكل علني عام 2011 خطأ فادحاً ارتكبه هذا "الحزب" المدعوم من إيران، ذلك أنه ساهم في تقتيل الشعب السوري البريء، الذي لم يخرج إلى شوارع المدن السورية للاحتجاج حتّى وصلت أوضاعه المعيشية أقصى تدهوُرها، فالشعب يعيش حياة جد مُزرية جرّاء سياسة (السلطات الحاكمة). و قد قام الشعب باحتجاجات سلمية للمطالبة بتحسين أوضاعه الصعبة و بإطلاق الحريات و إخراج المعتقلين السياسيين من السجون و رفع حالة الطوارئ ، و لم يُطالب بإسقاط النظام الحاكم، في بداية الأمر، و مع ذلك وُجِهَ بهجمات بالأسلحة الحيّة مِمّا أجَّج الوضع و ازداد سقف المطالب تدريجيّاً حتى وصل إلى إسقاط نظام بشار الأسد، و كان ذلك بدايةً لمرحلة جديدة، حيث دخلت البلاد في حرب ضروس بين مجموعات مُسلّحة و النظام، دخلت على إثرها روسيا ساحتها لإنقاذ النظام الذي أوشك على السقوط، و لكنّ تدخُّل "حزب الله" إلى جانب روسيا هو ما أغضب الشعوب العربية و الإسلامية التي لم تَعُد تَثِق في توجُّهات الحزب و لم تعُد تتعاطف معه كما كان الحال خلال حربه ضدّ إسرائيل عام 2006. لقد ساهم حزب الله إلى جانب نظام الأسد في إسقاط مئات الآلاف من الضحايا، وتشرد الملايين نزوحا في الداخل السوري ولجوءاً في مختلف بقاع العالم، وتحولت سوريا إلى أزمة دولية وساحة للصراع بين القوى الإقليمية والدولية. إنّ وصول صواريخ حزب الله إلى تل أبيب و إلى أعماق إسرائيل قد أثلَجَ آنذاك صدور كل الشعوب العربية و الإسلاميّة بالتّأكيد، و لكنّ إسرائيل قد ألحقت بالأشقّاء اللبنانيين خسائر في الأرواح الزكية، التي لم يحسِب لها "نصر الله" أيّ حساب، و هذا خطأ فادح يتحمّل مسؤولية نتائجه لكونه لم يُفكّر في إعداد ملاجئ يحتمي بها المواطنون الأبرياء ضدّ الهجمات الإسرائيلية، في الوقت الذي أنشأت إسرائيل ملاجئ لمواطنيها في كل المدن اتّقاء صواريخ "حزب الله). بالإضافة إلى تدمير الطيران الصهيوني للبنية التحتية للبلد، مباني و عمارات ذات عدة طوابق دُمِّرت بالكامل علاوة على المدارس و المُستشفيات و غيرها... لِكون حزب الله لا يتوفّر على مُضادّات حديثة للطائرات و لا طائرات حربيّة تردع الطيران الإسرائيلي الذي يَصول و يَجول في سماء لبنان. فرغم مُوالة الحزب للجمهورية الإيرانية، التي تَدعمه بالسلاح و العَتاد الحربيّ، إلّا أنها، على ما يبدو، لا تمُدّه بأسلحة حديثة مُتطوِّرة تُضاهي الأسلحة الإسرائيلية المُتقدّمة التي تحصل عليها من الولاياتالمتحدةالأمريكية.