يسود نقاش جاد بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حول مدى تحقيق مقاصد "خطبة الجمعة" من عدمه، وسط شبه إجماع حول ضرورة إعادة النظر في طريقة تمرير رسائلها بكيفية يسهل على الجميع استيعابها، بما يضمن تطبيقها بشكل سليم وصحيح. في ذات السياق، يرى كثير من النشطاء أن معظم الخطباء، يغرقون في استعمال لغة عربية فصحى يصعب على أي كان استيعاب معانيها السليمة، وهو ما يفقد خطبة الجمعة مقاصدها الأساسية، الأمر الذي يستوجب بحسبهم، استعمال لغة بيضاء يسهل فهمها بالنسبة لجميع الشرائح، سواء المثقفة أو حتى التي تعاني الأمية. واقترح ذات المهتمين بالموضوع، أن يوظف الخطباء مداركهم العلمية، من أجل شرح خطبهم بكيفية تتماشى والمستوى الثقافي لعموم المواطنين، مشيرين إلى أنه لا عيب ولا ضرر في توظيف "الدارجة المغربية" كلغة للتواصل، بعيدا أن الاستعراض اللغوي الذي يجعل المصلي يغادر المسجد كما دخله دون أن يستفيد شيئا مما ألقاه الخطيب. كما يعتبر ذات المهتمين أن خطب الجمعة لابد أن تركز بالأساس على مواضيع سهلة، من قبيل تلك المتعلقة بمكارم الأخلاق والأمور الدينية التي يسهل فهمها وتطبيقها في وقت وجيز، مشيرين إلى أن تركيز بعض الخطباء على مواضيع معقدة ( الحج، الزكاة على سبيل الذكر..) تحتاج وقتا طويلا لشرحها، لن يحقق مقاصد خطبة الجمعة، بل سيفرغها من أهدافها الأساسية في نشر الوعي الديني. وفي سياق متصل، أشار ذات المهتمين إلى أن هناك بعض من يعمدون إلى الإطالة في شرح مواضيع خطب الجمعة، دون اعتبار لفئات تقضي هذه المدة الطويلة تحت أشعة الشمس الحارقة أو الأمطار، ضمنها أطفال صغار وعجزة.. يصعب عليهم تحمل هذه الظروف المناخية الصعبة، إلى جانب الموظفين المطالبين بالعودة إلى مقرات عملهم بعد أداء الصلاة. كما شدد المعنيون بالموضوع على أن الوزارة الوصية، باتت اليوم مطالبة بإعادة النظر في لغة التواصل وكذا انتقاء المواضيع التي يتم التطرق إليها خلال خطب الجمعة، مع ضرورة البحث عن سبل جديدة لشرح مواضيع دينية معقدة، من خلال تنظيم ندوات ولقاءات يشرف عليها مختصون.