بحثت دراسة صينية حديثة في العلاقة بين القيلولة ومشكلات صحية مثل السكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وغيرها من المشكلات القلبية الوعائية، وتعد هذه أول دراسة تبحث في العلاقة بين القيلولة وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وذلك من خلال مرقبة المشاركين على مدى فترة طويلة من الزمن. تشير نتائج الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يحظون بقيلولة أحياناً أو بشكل متكرر يعانون من ارتفاع خطر الإصابة بالمشكلات المذكورة مسبقاً. أجريت هذه الدراسة في مستشفى شيانجيا سنترال ساوث الجامعي، ونشرت نتائجها في مجلة (ارتفاع ضغط الدم) التابعة لجمعية القلب الأمريكية. كيف أجريت الدراسة؟ قام الباحثون بتحليل بيانات من دراسة بيوبانك البريطانية، وسجلت الدراسة البيانات الوراثية والصحية لدى أكثر من 500,000 مشارك تتراوح أعمارهم بين 40 و69 في المملكة المتحدة في الفترة 2006 إلى 2010، مع العلم أن القائمين على الدراسة استثنوا الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية منذ بداية الدراسة، ليبلغ عدد المشاركين النهائي 358,451 شخصًا. قسم الباحثون المشاركين إلى مجموعات وفقاً لعدد مرات القيلولة التي يحظون بها إلى (عادة، أو أحياناً، أو أبداً، أو نادراً)، أصيب من هؤلاء الأشخاص 50,507 بارتفاع ضغط الدم، و4,333 بالسكتة الدماغية في متابعات الأطباء التالية ضمن معدل وسطي بلغ 11.6 سنة. ما نتائج الدراسة؟ وجد الباحثون أن الرجال، الأكبر عمراً، من غير الأوروبيين، وذوي الدخل المحدود، والحاصلين على درجات علمية أقل، وأصحاب الوزن الزائد، والفقراء، يحظون بقيلولة أكثر من غيرهم، وكانت الصحة بشكل عام لدى هؤلاء الأشخاص أسوأ، وأنهم ينامون لفترة أطول، ويعانون من الشخير أثناء النوم. توصل الباحثون بعد تعديل النتائج وفقاً لعوامل الخطر المختلفة إلى أن الأشخاص الذين يأخذون قيلولة أحياناً يرتفع لديهم خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 7%، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 12%، وخطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة 9%، مقارنة بمن لا يأخذون قيلولة أبداً، وهذا النوع من السكتة هو الأكثر شيوعاً، وينشأ من تشكل جلطة تمنع وصول الدم إلى الدماغ. أما بالنسبة لمن يحظون بقيلولة بشكل منتظم دائماً، فقد وجدت الدراسة أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم يزداد لديهم بنسبة 12%، بينما يرتفع خطر الإصابة بالسكتة بشكل عام بنسبة 24%، والجلطة الدماغية تحديداً بنسبة 20% مقارنة بمن لا يأخذون قيلولة أبداً. محاذير الدراسة - تشير هذه الدراسة إلى وجود علاقة إحصائية بين نوم القيلولة وزيادة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم السكتات الدماغية، ولكنها لا تثبت بالطبع أن نوم القيلولة هو السبب في حدوث هذه الأمراض، فقد يكون نوم القيلولة مؤشراً غير مباشر على وجود أمراض ومشاكل صحية مختلفة، مثل السمنة، والاضطرابات الهرمونية، والتدخين، والوراثة ... ربما تكون هي السبب الحقيقي وراء زيادة احتمال حدوث ارتفاع ضغط الدم، أو الكستات والجلطات الدماغية لديهم. - أظهرت دراسات أخرى أن نوم القيلولة يزيد قدرة الإنسان على التركيز ويرفع مستوى أدائه الذهني، وربما تكون القيلولة القصيرة (15 إلى 20 دقيقة) هي اختيار جيد بالنسبة للرجال في مقتبل العمر.