تتسم السكتة الدماغية بهجوم مفاجئ من التنميل والتخدير المفاجئ في جانب واحد من الجسم. ويمكن أن يؤدي التدهور المعرفي، الذي يتبع السكتة الدماغية، إلى الوفاة المبكرة أو الإعاقة. ووقع تحديد مجموعة من الحالات الصحية الأساسية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، على أنها بعض الأعراض الرئيسية للسكتة الدماغية. ومع ذلك، يمكن أن تؤثر عوامل أخرى في زيادة المخاطر. وتظل السكتة الدماغية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك لا يمكن فعل الكثير لمنع وقوعها. وتنطوي السكتة الدماغية على تلف أنسجة المخ بسبب جلطة دموية أو انفجار في الأوعية الدموية، حيث يتوقف أو يتعرقل تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ ما يحرم الأنسجة من الأكسجين الضروري ومواد التغذية الحيوية الأخرى، وبالتالي تتعرض خلايا الدماغ للموت خلال دقائق قليلة. ويتعافى البعض من هذه الحالة بمساعدة العلاج، بينما يستسلم آخرون لها أو يعانون من إعاقة شديدة. واقترحت إحدى الدراسات أن النوم لساعات طويلة أثناء النهار يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وجدت الدراسة أنه على عكس الاعتقاد الشائع، فإن القيلولة لساعات طويلة قد تضر بصحة الفرد أكثر مما تنفعه. واقترح التحليل، الذي أجري في الصين في عام 2019، أن النوم لساعات أطول أثناء النهار قد يكون أكثر ضررا على صحة الفرد من النوم أكثر أثناء الليل. وقام المؤلف الرئيسي للدراسة شياومين تشانغ من جامعة Huazhong للعلوم والتكنولوجيا في الصين، وفريقه بالتحقيق في آثار القيلولة في ما يتعلق بالسكتة الدماغية. وقال: "هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية القيلولة المعتدلة ومدة النوم والحفاظ على نوعية نوم جيدة، خاصة عند البالغين في منتصف العمر وكبار السن". وبالنسبة للدراسة، قام الباحثون بتقييم حدوث السكتة الدماغية لدى أكثر من 30 ألف بالغ، بمتوسط عمر 61.7 سنة. ووقع جمع معلومات حول أنماط قيلولة المشاركين في بداية الدراسة، قبل مراقبة حدوث السكتة الدماغية. ولاحظ الفريق أنه من بين المشاركين، كان أولئك الذين ناموا أكثر من 9 ساعات في الليلة أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية، مقارنة بمن ينامون 7 إلى 8 ساعات. وخلص الباحثون إلى أن القيلولة لمدة ساعة ونصف الساعة أثناء النهار كانت مرتبطة بخطر أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية. ووجدوا أن نوعية النوم السيئة كانت مرتبطة بخطر الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 29%، مع ارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 28%، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية بنسبة 56%. وعلاوة على ذلك، كان خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أعلى عندما أبلغ المشاركون عن نومهم 9 ساعات أو أكثر وأخذ قيلولة لمدة 90 دقيقة أو أكثر خلال النهار، مقارنة بأولئك الذين أخذوا قيلولة أطول أثناء النهار وناموا أقل في الليل. وأضاف تشانغ: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم كيف أن أخذ قيلولة طويلة والنوم لساعات أطول في الليل قد يكون مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية". ولكن، أظهرت الدراسات السابقة أن الذين يقضون فترات طويلة وينامون لديهم تغيرات إيجابية في مستويات الكوليسترول وزيادة محيط الخصر، وكلاهما من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وتابع تشانغ: "بالإضافة إلى ذلك، قد تشير القيلولة الطويلة والنوم إلى نمط حياة غير نشط بشكل عام، والذي يرتبط أيضا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية". وتتناقض النتائج مع عدد من الدراسات الأخرى التي تدعو إلى الفوائد الوقائية للقيلولة ضد السكتة الدماغية. واقترحت إحدى الدراسات التي أجراها مستشفى جامعة لوزان في عام 2019 أن القيلولة مرة أو مرتين في الأسبوع كانت مرتبطة بانخفاض حاد في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ومع ذلك، فقد سلطت الضوء على أن القيلولة أكثر من مرتين في الأسبوع مرتبطة بصحة سيئة. كما أشارت دراسات سابقة إلى أن الإفراط في النوم يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة.