أشاد عدد كبير من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالأحداث المشوقة التي ميزت أولى حلقات المسلسل الدرامي الجديد "كاينة ظروف"، الذي يواصل إلى اليوم، تربعه على عرش "الطوندونس" المغربي، متفوقا على إنتاجات رمضانية عديدة، أبرزها مسلسل "لمكتوب 2"، الذي أثار جدلا واسعا بالمغرب في جزئه الأول الذي عرض السنة الماضية. واعتبر ذات المتابعين أن السيناريست "بشرى ملاك" التي تولت كتابة قصة هذا المسلسل المثير، نجحت بشكل لافت في خلق نقاش مجتمعي هادف، يروم بالأساس مراجعة كل الأحكام المسبقة والأفكار الجاهزة التي تلصق عادة بالسجناء بعد استنفاذ عقوبتهم الحبسية. كما شدد ذات المتابعين على أن مخرج مسلسل "كاينة ظروف"، نجح في وضع شريحة عريضة من المغاربة أمام مشاهد قوية، بعضها مؤثرة والآخر صادم أو حزين، مشاهد جعلت المتلقي يضع "قطيعة ابستمولوجية" مع كل أفكاره وأحكامه الجاهزة، ويقر بإمكانية واحتمالية وجود ظروف قاهرة، تدفع الواحد منا إلى ارتكاب أخطاء أو جرائم، يتلقى على إثرها عقوبات تقوده إلى السجن. لأجل كل ما جرى ذكره، يرى جل المتفاعلين مع الموضوع، أن مسلسل "كاينة ظروف"، لم يكن فقط مجرد عمل درامي يعرض عبر التلفزيون المغربي كما جرت العادة كل رمضان، ولكنه أيضا "أسلوب تفكير" فعال، نجح في إثارة نقاش جاد عبر منصات التواصل الاجتماعي، من أجل تحريك كل المياه الراكدة و الأفكار "المتحجرة" التي سيطرت على عقول فئات من المغاربة، والتي تنظر إلى السجناء عموما، والسجينة على وجه التحديد، نظرة دونية، فيها كثير من الاحتقار والاستصغار وعدم القبول، لاغية إمكانية أن يكون هذا الفرد من المجتمع قد تعرض لظلم أو ضغط أو أي قوة قاهرة، ربما تكون السبب في ارتكابه لجرم معين. وفي سياق متصل، كان لموقع "أخبارنا" حديث خاص مع السيناريست "بشرى ملاك"، كاتبة قصة مسلسل "كاينة ظروف"، شددت من خلاله على أن السجين حينما ينهي عقوبته الحبسية، يكون قد "خلص لي عليه"، وبالتالي لا ينبغي أن ينظر إليه أن صاحب سوابق، في إشارة إلى شهادة "حسن السيرة" التي تصبح بسبب خطأ أدى السجين ثمنه، وثيقة إدانة تلازمه مدى حياته وتكون سببا في عرقلة مستقبله.. (الفيديو):