يعتبر الاكتظاظ بالمدارس الابتدائية من العوامل الأساسية التي تكبح جماح أي تقدم في المجال التربوي و التعليمي ببلادنا ، لذا وجب على كل مسؤول داخل إطار التنظير لأي إصلاح تعليمي أن يأخذ هذا المشكل في الحسبان قبل اتخاذ أي قرار في الموضوع . تعاني معظم المدارس الابتدائية بمدينة ميدلت اكتظاظا لا مثيل له وصل في بعض المستويات الدراسية إلى اثنين وأربعين تلميذا في الفصل مما يعيق السير الجيد للفعل التربوي و التعليمي الذي يتوخاه الجميع .. كما يعتبر سببا من أسباب الفشل الدراسي و الهدر المدرسي المتفشيين في المدرسة المغربية ، للأسف الشديد ، فندرة الحجرات الدراسية في ظل نمو ديموغرافي مهول يحتمان على الوزارة الوصية التفكير في وضع استراتيجية محكمة لبناء مدارس جديدة لتخفيف العبء على المدارس القديمة التي تعج بالمتمدرسين الرأسمال الحقيقي الذي اتخذته الدول المتقدمة أفضل كنز فأحسنت استثماره و به ترقت و تبوأت الدرجات العلى بين الأمم و الشعوب .. إن الصعوبات التي تعترض المتعلم داخل القسم المكتظ تتلخص في النقط التالية : 1) صعوبة استيعابه لتعلماته بسهولة لعدم قدرته على استفسار و طلب التوضيح من أستاذه في حالة عدم فهمه للدرس نظرا لصغر سنه .. 2) طغيان مشاركة النجباء من المتعلمين الذي ينتج عنه غالبا إهمال غير المتمكنين منهم .. 3) صعوبة تقويم إنجازات المتعلمين بشكل دقيق و فعال يسمح بالدعم و التقوية و سد الثغرات الحاصلة في إنجازات المتعثرين منهم .. 4) استحالة العمل بالمنهج التجريبي في التعامل مع المواد العلمية .. 5) صعوبة التدريس بواسطة بعض الطرق البيداغوجية الحديثة كالعصف الذهني و البيداغوجيا الفارقة و غيرهما .