حسنا فعل رئيس الحكومة عزيز أخنوش حينما استشهد أثناء حملته الانتخابية ببائع النعناع الذي مدحه ولم يستشهد ببائع البصل. الرئيس ذاته وصف حكومته بالحكومة الاجتماعية. غير أن الواقع إلى حدود الآن لا ينبئ باجتماعية هذه الحكومة، باستثناء إذا كان المقصود من ذلك غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل يكاد يكون بوثيرة يومية، مقابل صمت غريب للجهة التي من المفروض حماية المغاربة وضمان أمنهم الاجتماعي. من غير المقبول إذن، أن تستمر أسعار الخضر والفواكه واللحوم وأسعار المواد الغذائية والمحروقات، في الارتفاع يوما بعد يوم. كما من غير المقبول أيضا، أن يظل الجميع، أحزاب وجمعيات ونقابات، صامتا إزاء وضع اجتماعي لم يعد يُحتمل. ومن غير المقبول كذلك، أن يبرر وزير الفلاحة هذا الارتفاع المهول في الأسعار، بإلقاء صكوك التهم الجاهزة على الطقس والعوامل الطبيعة التي يصعب التحكم فيها، وفق تعبير السيد الوزير. لكن ما لا يعلمه السيد الوزير ومعه فريق حكومته، أن الحكومة نفسها وُجدت في الأصل لحل الأزمات وليس تسويغ الوضع القائم وتحميله إلى الطقس، كون هذا الأخير لا يستطيع الدفاع عن نفسه. وفوق كل ذلك يجب أن تعترف الحكومة ومن يسير دواليبها أن ما يعيشه المغاربة الآن من أزمة الأسعار في الخضر واللحوم، هو نتيجة سياسة فلاحية فاشلة كان يدبرها من يوجد الآن على رأس الحكومة الحالية. أعتقد بأنه حان الوقت لنصارح المغاربة ونكشف لهم عن مكمن الخلل السياسي والتدبيري القائم في المنظومة السياسية بشكل عام. وأن نقول لهم بجرأة سياسية، أن الفساد السياسي هو أصل المشاكل كلها، وأن الطقس مع المغاربة شأنه شأن الذئب مع دم يوسف. والله المستعان على ما تصفون.