هزائم تلو أخرى يتعرض لها النظام الجزائري وجنرالات قصر المرادية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل؛ آخرها حديث مصادر موثوقة عن خسارة لوبي "الجارة الشرقية" نفوذه في مالي. ووفق ما أوردته مجلة "مغرب أنتلجنس"، فإن "المجلس العسكري المالي الحاكم نأى، منذ سنة 2022، بنفسه عن الجزائر العاصمة، بسبب تقاربها القوي والعميق مع باريس". وزاد المصدر عينه أن "سياسة باماكو الخارجية التي تقوم على التحرر من فرنسا تعد ضمن المبادئ الأساسية للبلد"، مستدلا على ذلك ب"رفض المجلس العسكري المالي إرسال ممثلين إلى الجزائر للمشاركة في اجتماع كبير يجمع كل الفصائل المالية، تحسبا لمفاوضات يفترض أن تعيد إطلاق عملية السلام". المجلة عينها تابعت أن "الجنود الماليين رفضوا الاقتراح الجزائري. كما رفضوا أي وساطة مستقبلية للجزائر مع الفصائل المسلحة الأخرى التي تهيمن على شمال البلاد، لا سيما فيما يتعلق بانفصاليي أزواد". وأردف المصدر المذكور أن "باماكو تشعر بالقلق من حلفاء فرنسا في المنطقة، ولم تعد تريد التراجع عن خياراتها الاستراتيجية، بناءً على التزامها بالمعسكر الروسي في هذه المنافسة الجيوسياسية التي تجري في منطقة الساحل". "هذا التوجه الجديد لمالي أثار خوف وتوجس السلطات الجزائرية، المتخوفة من ظهور مشاعر قوية معادية للجزائريين في المستقبل في مالي"، تشرح المجلة عينها. تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الفرنسية-الجزائرية هي الأخرى ليست في أفضل أحوالها، لاسيما منذ مساء أمس الأربعاء، لَمّا أقدم عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، على استدعاء سفير بلاده في باريس للتشاور، على خلفية "مُشاركة دبلوماسيين وقنصليين ورجال أمن فرنسيين في تهريب المواطنة الجزائرية أميرة بوراوي بطريقة غير شرعية إلى فرنسا، رغم كون "تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري"، وفق رواية "قصر المرادية".