بشهادة العالم، قدم المنتخب الوطني المغربي، أمس الأربعاء، واحدة من أفضل وأمتع مقابلاته في مونديال قطر، رغم الإكراهات العديدة التي حالت دون ظهوره بأسلوب لعبه المعتاد، بسبب تراكم الإصابات والإرهاق الشديد الذي نال كثيرا من قدرة اللاعبين على تقديم نفس المستوى الذي أبانوا عليه من قبل. هزيمة الأسود أمام منتخب فرنسا، لم تكن أبدا بسبب قوة الخصم، ولا حتى بسبب جودة لاعبيه، وإنما كانت هنالك عوامل عديدة، ساهمت بشكل مشترك في هذه النتيجة الصادمة، لعل أبرزها ضغط الإصابات الذي فرض على "الركراكي" المجازفة بتغيير نهجه التكتيكي الذي أتاح له الفوز في مقابلات أصعب بكثير، ناهيك عن افتقار عدد من بدلاء المنتخب للتجربة الكافية، ما ساهم في اهتزاز وارتباك خط الدفاع في غياب دعاماته الأساسية، بقيادة العميد "غانم سايس" و "نايف أكرد". بيد أن أكبر طعنة تعرض لها الأسود خلال مواجهتها لفرنسا، هي تلك المجزرة التحكيمية التي أخرج فصولها الحكم المكسيكي "سيزار راموس"، بمساعدة غرفة الفار، بعدما حرم منتخبنا أمام استغراب العالم، من "ضربتي جزاء" واضحتين وضوح الشمس، بشهادة كل المحللين والمعلقين والمتابعين، ضربتا جزاء كان بالإمكان أن تغيرا مجريات المقابلة رأسا على عقب، بدليل السيطرة الكلية للعناصر الوطنية على كل تفاصيل هذه المواجهة. في ذات السياق، أكد الخبير التحكيمي المصري "جمال الغندور"، أن الحكم المكسيكي حرم المنتخب المغربي من ضربتي جزاء واضحتين، بتواطؤ مع غرفة ال"فار" التي لم يتدخل قادتها على الأقل من أجل التحقق من صحتها، في إشارة إلى حالتي "سفيان بوفال" و"سليم أملاح"، قبل أن يؤكد أن عدم الإعلان عنهما أثر بشكل لافت على نتيجة ومجريات المقابلة. وشدد "الغندور" على أن "بوفال" تعرض لعرقلة واضحة داخل منطقة جزاء المنتخب الفرنسي في الجولة الأولى، غير أن الحكم عوض أن يعلن عن ضربة جزاء، أعلن عن خطأ ضد المهاجم المغربي وقام بإنذاره، مشيرا إلى أن غرفة ال"فار" كان عليها التدخل من أجل الحسم في هذه الحالة التحكيمية. كما أوضح الحكم المصري أن نفس المشهد تكرر مع اللاعب "سليم أملاح"، حينما تعرض للمسك من قبل مدافع فرنسي، قبل أن يتم إسقاطه داخل منطقة الجزاء أثناء تنفيذ ضربة ركنية، لكن الحكم المكسيكي بمعية مساعديه في غرفة ال"فار"، لم يتدخلوا للإعلان عن ضربة الجزاء واضحة. واستغرب "الغندور" كيف أن عددا من مباريات مونديال قطر، تم خلالها احتساب ضربات جزاء في حالات تحكيمية مشابهة تماما، بعد الرجوع إلى تقنية ال"فار"، في وقت تم التغاضي عن ضربتي جزاء واضحتين لفائدة المنتخب الوطني، ساهمتا معا في حسم نتيجة المقابلة لصالح المنتخب الفرنسي.