شهدت جلسة الإثنين الماضي، والتي خصصت للأسئلة الشفوية بمجلس النواب مواجهة حامية بين برلمانيين من الأغلبية والمعارضة من جهة، وبين برلمانيين و مصطفى بايتاس الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة، ما دفع برئيسة الجلسة لرفعها أكثر من مرة بسبب احتدام النقاش، ما جعل عددا من المنابر الإعلامية لوصف ما وقع بالفوضى. عبد الله بووانو رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب حاول توضيح حيثيات ما وقع، من خلال تدوينة مفصلة نشرها على صفحته الرسمية بالفيسبوك، وكتب بووانو: "تابعت جزءا من الندوة الصحافية للناطق الرسمي باسم الحكومة، عقب مجلس الحكومة ليوم الخميس 1 دجنبر، واثارني هجومه غير المفهوم وغير المبرر على المعارضة، على خلفية ما وقع في جلسة الأسئلة الشفوية لمجلس النواب يوم الاثنين 28 نونبر" قبل أن يضيف "وفي الحقيقة لا أريد تعكير الأجواء التي نعيش فيها الفرحة بامطار الخير، وبتأهل منتخبنا الوطني لثمن نهاية كأس العالم قطر 2022، لكني وجدت أنه اخلاقيا لا يمكن استغلال منبر ندوة مجلس الحكومة لنقول ما نريد ونتهم من نريد دون ان يكون له حق الرد، وكان يكفي الناطق الرسمي باسم الحكومة، ان يقول جزءا من الحقيقة وينقل جزءا مما دار في اللقاء بين الرئيس ورؤساء الفرق والمجموعة يوم الجلسة، حتى يكون الرأي العام على بينة." ليواصل المتحدث بالقول "ولا احتاج للتذكير بأن مقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب، لا تعطي الحق للحكومة في الكلام في الجلسة، الا في امور محددة بالنظام الداخلي نفسه او الدستور، ولا توجد مادة صريحة في النظام الداخلي تُؤطر ما ذهب اليه الناطق الرسمي.. وللتدقيق، فحينما يتعلق الأمر ببعض القضايا الكبرى والمستجدة، جرت العادة ان يفسح المجال للحكومة إما لأخذ الكلمة او تمديد الوقت المخصص لها، لأننا نكون حينها أمام فرصة لتمكين الرأي العام من معطيات جديدة، وليس تنظيم علاقة بين الحكومة والبرلمان.". بووانو حاول سرد ما وقع بالقول: "ما حدث في الجلسة المذكورة، هو مايلي: أُخبِرنا يوم الجمعة 25 نونبر، بأن وزير الداخلية سيكون حاضرا في جلسة الأسئلة الشفوية، وتمت برمجة 12 سؤالا لهذا القطاع، لكن في منتصف يوم الاثنين 28 نونبر، تم اِخبار الفرق والمجموعة باعتذار وزير الداخلية عن الحضور بسبب حضوره في نشاط ملكي يتعلق بتدشين محطة الرباطالجديدة، فعملت الإدارة على إعادة برمجة الأسئلة وفق هذا المستجد، بحيث تبقى وزير العدل ووزير التعليم العالي ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في إطار القطب المبرمج لهذه الجلسة، ما كان يعني إعادة طرح أسئلة اخرى على هذه القطاعات..". بووانو كتب أيضا: "نحن في المجموعة النيابية للعدالة والتنمية حينما تم الإتصال بنا كان أمامنا إما أن نبرمج سؤالا آنيا يتماشى مع الأسئلة المبرمجة، او إختيار سؤال سابق، فاخترنا قطاع التعليم العالي، لكن تم رفض سؤالنا الآني، فغيرناه بسؤال عادي تم توجيهه منذ ازيد من 3 أشهر، لكن وزير التعليم العالي رفض، وأُخبِرنا بأنه لن يجيب الا على الأسئلة المبرمجة لقطاعه يوم الجمعة.. بالنسبة لفريق التقدم والاشتراكية، والفريق الحركي فقد قررا تغيير اسئلتهما الموجهة لوزير الداخلية، بأخرى موجهة لوزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، فرفضت الوزيرة الإجابة عليها ولم تتم برمجة بعضها الا بعد تدخلات، وذلك بعد الساعة الواحدة والنصف، دون علم فريق التقدم والاشتراكية الذي كان حينها قد انهى اجتماعه الأسبوعي.. وهنا وجب التدقيق كذلك، فمن الناحية الدستورية، عندما يمر 20 يوما على توجيه سؤال شفوي، يمكن للفريق المعني ان يوجهه في اي جلسة، ومكونات المجلس منضبطة للبرمجة وفق الاقطاب الثلاث والقطاعات الوزارية المتفق بشأنها، وطبعا القطب الرابع مخصص لرئيس الحكومة، الذي لم يظهر مع الاسف خلال شهر نونبر، في خرق للدستور". رئيس المجموعة النيابية واصل تدوينته بالقول: "أعود لتفاصيل جلسة الاثنين، فعندما أثير المشكل القائم، حاول وزير العلاقات مع البرلمان، إعطاء مكونات المجلس دروسا في القانون والدستور، وهو لا علم له بكافة المعطيات، وتدٓخّٓل خارج مقتضيات النظام الداخلي دون ان نتفق على ذلك في المعارضة، فطلبنا بعدها رفع الجلسة وفق ما هو منصوص عليه في النظام الداخلي، فتم ذلك بعد محاولة رفض اولي من طرف رئيسة الجلسة. وبعد اجتماع بين رئيس المجلس ورؤساء الفرق والمجموعة، تبين ان هناك مشكل تواصل بين الادارات، وأقسم وزير العلاقات مع البرلمان أن لا علم له بهذه المعطيات". "كانت هذه هي المعطيات وتفاصيل ما حدث، وهنا يطرح سؤال حول سر هجوم الناطق الرسمي باسم الحكومة، على البرلمانيين، سواء في الجلسة او في الندوة الصحافية للمجلس الحكومي، في وقت كان حريا به أن يقول الحقيقة والمعطيات كما هي؟" يتساءل المتحدث، قبل أن يضيف "إن ما قام به وزير العلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، هو حجب مقصود للحقيقة وهروب للأمام بادعاء صراخ المعارضة في وجهه، ولا اخفي اننا في المعارضة سنستمر في الجهر بالحق في وجهه اذا ما تمادى في هذا الطريق، طريق الهجوم على البرلمانيين وطريق حجب الحقيقة عن الرأي العام.. لا أريد العودة لتسليط الضوء على انعدام الكفاءة لدى الحكومة، لكن يفترض بعد أزيد من سنة على تنصيبها، أن يتعلم وزراؤها ومنهم الناطق باسمها، قول الحقيقة على الأقل.. ودعوني اختم هذه التدوينة بالتأكيد على أن ما قام به وزير العلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، سلوك غير مقبول وغير مسؤول وغير أخلاقي، وغير ديمقراطي، وينم عن جهل او تجاهل للأدوار الدستورية والسياسية للمعارضة، وليته يتذكر جيدا أن حبل الكذب قصير.. كما هو عمر هذه الحكومة على ما يبدو!"، يقول عبد الله بووانو رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب.