مع استمرار المواجهات المسلحة بلا هوادة في الجزائر، تقول السلطات الجزائرية إنه من المحتمل أن تستغل القاعدة في المغرب الإسلامي الاضطرابات لتهديد استقرار الساحل. وفي هذا السياق، قال الوزير المنتدب المكلف بالقضايا المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل في مؤتمر صحفي بتمنراست الثلاثاء 5 أبريل إن الجزائر تشعر بالقلق "بشأن تواجد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الملحوظ بشكل متزايد في ليبيا، والتداول الملحوظ بشكل متزايد للأسلحة التي يمكن أن تستغلها الجماعات الإرهابية." وقال إن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "قد تستولي على أسلحة ثقيلة ومتطورة". وأضاف "الجميع لاحظوا ولسنا وحدنا أن الكثير من الأسلحة يجري تداولها في ليبيا". وقال "إن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن سوف يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في منطقة الساحل". وأعاد مساهل طرح الموقف الجزائري حول الوضع في ليبيا الذي يتضمن سبع نقاط. ومنها الوقف الفوري لإطلاق النار وبدء التفاوض بين أطراف النزاع وخارطة طريق للاتحاد الإفريقي. كما شدد مساهل على "وضع آلية للمراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار". بدوره، أكد وزير الداخلية دحو ولد قابلية الثلاثاء أن الوضع الأمني على الحدود مع ليبيا مقلق جدا بسبب ''الانسحاب التام لحرس الحدود وعناصر الجيش الليبي، من على طول الحدود مع الجزائر إلى غاية الحدود مع النيجر". وقال ولد قابلية ''قوات الأمن سبق لها أن قضت على إرهابي مسلح حاول الدخول إلى الجزائر". وذكر أن الجماعات الإرهابية استخدمت الرجل من أجل "اختبار مدى يقظة الجيش الجزائري''. واستطرد يقول "نحن لا نتدخل في الشؤون الليبية، موقفنا ثابت في هذه القضية، لكن عندما تكون مصالحنا مهددة يجب أن نتجند للدفاع عنها''. وقام ولد قابلية، بزيارة إلى منطقة عين فزام الحدودية، حيث تفقد مراكز الحدود والأمن الوطني وحث المواطنين في المناطق الحدودية على المساهمة في أمن وحماية البلاد. وقال الوزير عن السكان المحليين ''نحن نعتمد عليهم في حماية المناطق الجنوبية والتعاون مع الجيش، لأنهم أكثر علما بما يدور هناك''. ويرى خبراء بأن الجزائر ستتحمل العبء الأمني الأكبر في حال استمرار تدهور الأوضاع في ليبيا. وهو ما ذهب إليه الخبير في العلاقات الدولية ومدير مركز "الشعب" للدراسات الإستراتيجية محند برقوق حيث قال "استمرار رقعة العنف داخل ليبيا التي تفتقر لمؤسسات دستورية وتعتمد أساسا على النظرة القبلية للمجتمع قد تؤدى إلى بروز بؤر توتر تمتد إلى دول أخرى". وأضاف بأن هذه الأوضاع "تفاقم التهديدات الإرهابية على دول المنطقة بسبب انتشار السلاح". وفي حديث بثه التلفزيون الجزائري، قال برقوق إن الأخطار التي تهدد المنطقة هي "تنشيط الخلايا النائمة التي تعمل لصالح الجماعات الإرهابية وتكثيف العمليات الإرهابية التي تستهدف دول المنطقة". وقال أيضا "ويُضاف إلى ذلك انتشار الجريمة المنظمة وتوسيع نطاق تهريب السلاح والمخدرات وتجارة البشر عبر تهريب الأفارقة انطلاقا من السواحل الليبية نحو أوروبا".