تسريح الموظفين أصبح بمثابة عدوى تجتاح كبرى الشركات التكنولوجية، فأمس أعلنت شركة ميتا الاستغناء عن 11 ألف موظف، وعلى الرغم من أن التخفيضات في وظائف ميتا تعتبر أقل على أساس النسبة المئوية من تويتر بعد استحواذ الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، على الشركة مؤخرا، إلا أن عدد موظفي ميتا الذين فقدوا وظائفهم قد يكون الأكبر في شركة تكنولوجيا كبرى خلال عام شهدت فيه الصناعة تقلصا. ومن جانبها كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن موجة التسريحات الجديدة بشركة ميتا المالكة لمنصات فيسبوك وواتساب وإنستجرام، قد تكون الأكبر في الوظائف التقنية بعد النمو السريع للصناعة خلال الوباء. وأبلغ المسئولون في شركة ميتا، الموظفين بإلغاء السفر غير الضروري بداية هذا الأسبوع. وستكون عمليات التسريح المخطط لها أول تقليص واسع النطاق في عدد الموظفين في تاريخ الشركة منذ تأسيسها قبل 18 عاما. ورفض متحدث باسم ميتا التعليق لصحيفة وول ستريت جورنال، لكنه أشار إلى تصريح الرئيس التنفيذي، مارك زوكربيرج، الأخير أن الشركة: ستركز استثماراتنا على عدد صغير من مجالات النمو ذات الأولوية العالية. وقبل أيام، شهد موقع تويتر ما وصف بمجزرة الوظائف طالت 50%، من موظفيه في جميع أنحاء العالم، ومن جانبه برر ماسك، الذي استحوذ على المنصة، قرار تسريح الموظفين، وكشف الفوائد التي حصلوا عليها، قائلا: للأسف لا يوجد خيار عندما تخسر الشركة أكثر من 4 ملايين دولار يومياً. أعلنت أيضا شركة Shopify العملاقة للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت ومقرها أوتاوا في شهر يوليو الماضي، أنها ستسرح 10 في المائة من قوتها العاملة العالمية بالكامل، مما يعني أن 1000 شخص فقدوا وظائفهم. ولخفض تكاليفها، سرحت شركة مايكروسوفت عددا من موظفيها بعد تباطؤ عائداتها بشكل ملحوظ خلال عام 2022، حيث سمحت لحوالي 1000 موظف في شهر أكتوبر الماضي بالرحيل، بعد أن قصلت عدد موظفيها 1% في شهر يونيو 2022، وخلال العام الجاري، قام تطبيق الفيديو الصيني، تيك توك TikTok، بتسريح عشرات الموظفين كجزء من جهود إعادة الهيكلة العالمية للمنصة. ومن المتوقع أن يكون حجم العمالة التقنية التي تم الاستغناء عنها قد تجاوز 50 ألف موظف تقني في أمريكا وحول العالم حتى الآن هذا العام. ضربة لقطاع التكنولوجيا العالمي وقد تكون هذه التخفيضات بمثابة ضربة لقطاع التكنولوجيا العالمي، الذي شهد محاولة للنمو مؤخرا، حيث يقول محللو صناعة التكنولوجيا في كندا إن بعض الوظائف آخذة في الاختفاء، وصناديق رأس المال الاستثماري التي كانت تتدفق بحرية في وقت ما بدأت في الجفاء، ولكن هذا ليس بالضرورة سيئًا للصناعة. وعادةً ما تتأثر شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة، بالتغير الذي يطرأ على إرتفاع أسعار الفائدة في بعض الدول، لذلك تعمل هذه الكايانات على خفض تكاليفها حتى تتمكن من الصمود في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة حتى يصبح المستثمرون أكثر استعدادا للإنفاق مرة أخرى.