قتل عشرة اشخاص على الاقل واصيب نحو خمسين اخرين بجروح بعد ظهر الاثنين في انفجار سيارة مفخخة على ما يبدو عند مركز حدودي بين تركياوسوريا، بحسب حصيلة جديدة اوردها بيان رسمي تركي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة فرانس برس ان هذا الانفجار ناجم عن سيارة تحمل لوحة تسجيل سورية، متحدثا عن احتمال ان يكون الانفجار نجم عن اعتداء بسيارة مفخخة. واعلن هذا المسؤول الذي لم يشأ الكشف عن هويته "هناك احتمال بنسبة 51 بالمئة ان يكون هذا الانفجار هجوما ارهابيا". وقتل اربعة اتراك وستة سوريين في الانفجار القوي، بحسب تعداد موقت لهذا المسؤول. واضاف المصدر نفسه "هناك قرابة خمسين جريحا وبالتالي فان عدد القتلى قد يزداد ايضا". وهرعت عشرات من سيارات الاسعاف الى مكان الانفجار آتية من بلدة ريحانلي المجاورة في محافظة هاتاي التركية لتقديم الاسعافات للضحايا. وسارعت الشرطة الى حظر وصول الصحافيين الى المركز الحدودي الذي تطاير سياجه. ومازال المصابون يتلقون العلاج في مشفى "ريحانلي"، وكذلك في مشفى "أنطاكيا"، اللتين نقلوا إليها، فضلا عن المستشفيات الأخرى التي أسسها السوريون لمعالجة المصابين من اللاجئين السوريين. وبحسب الشهادات الاولية، فان السيارة التي انفجرت كانت متوقفة على بعد نحو اربعين مترا من المركز الحدودي في جيلويز اوغلو، في المنطقة العازلة التي تفصله عن مركز باب الهوا الحدودي السوري. ودمرت نحو 15 سيارة اخرى جراء قوة الانفجار، بحسب المشاهد التي تناقلتها شبكات التلفزة التركية. واستبعد متحدث باسم الخارجية التركية فرضية اطلاق قذيفة هاون او قذيفة صاروخية لتوضيح الانفجار وتطرق الى فرضية انتحاري، من دون المزيد من التفاصيل. وقال لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن هويته "من المبكر جدا التوصل الى اي نتيجة، فالتحقيق لا يزال جاريا". وهذا الانفجار هو الحادث الاكثر خطورة على الحدود بين سورياوتركيا منذ سقوط قذيفة في بداية شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي اطلقها الجيش السوري الموالي للرئيس بشار الاسد، على قرية اكجاكالي الحدودية التركية الى الشرق. واسفر هذا الحادث عن مقتل خمسة مدنيين اتراك. وعلى اثر هذا الحادث، رد الجيش التركي مرات عدة على اطلاق قذائف استهدفت اراضيه باطلاق النار على مواقع الجيش السوري مما اثار مخاوف من اشتعال المنطقة. ومنذ ذلك الحين، تراجعت حدة التوتر على الحدود بين البلدين التي باتت تسيطر على الجانب السوري منها وحدات من الجيش السوري الحر. وياتي انفجار الاثنين ايضا بعد عشرة ايام على اعتداء انتحاري استهدف السفارة الاميركية في انقرة واسفر عن مقتل الانتحاري وعنصر من جهاز الامن التركي. وتبنت مسؤولية هذا الاعتداء مجموعة تركية يسارية محظورة متطرفة هي حزب/الجبهة الثورية الشعبية للتحرير. ونشرت الولاياتالمتحدة والمانيا وهولندا الشهر الماضي على الاراضي التركية، ست بطاريات صواريخ ارض-جو من طراز باتريوت لحماية تركيا من هجوم سوري محتمل. وقد تخلت تركيا عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي دعمته فترة طويلة، وطالبته اكثر من مرة بالتنحي. وتستضيف السلطات التركية اليوم حوالى 200 الف لاجىء سوري هربوا من المعارك المستمرة في بلادهم منذ اكثر من سنتين.