أقرت وسائل إعلام موالية لنظام "الكابرانات" الحاكم في الجزائر، بالواقع المرير الذي تتخبط فيه بنيتها التحتية الرياضية، خاصة ملاعب كرة القدم، حيث نشرت جريدة "الشروق"، مقالا عنونته ب"الملاعب الضيقة والمهترئة ملاذ أغلب أندية البطولة". عدد من المهتمين، اعتبروا أن ما نشرته "الشروق" وغيرها من الأبواق الموالية لنظام "الكابرانات"، إعلان صريح عن "انسحاب" الجزائر من سباق الترشح لتنظيم كأس إفريقيا، بعد سحبه من "غينيا"، بسبب ضعف ملفها مقارنة مع قوة الملف المغربي الذي يبقى الأوفر حظا لاستضافة هذا الحدث الكروي الإفريقي. كما اعتبر ذات المهتمين، أن تناسل أخبار تتحدث عن هزالة العرض الجزائري، فيما يتعلق بملاعب كرة القدم، هو تمهيد لامتصاص غضب الشارع الجزائري، خاصة بعد ما أكدت سلطات الجارة الشرقية في أكثر من مناسبة، استعدادها وقدرتها على تنظيم هذا الحدث القاري، وأن ملاعبها جاهزة وبمواصفات "عالمية". وجاء في مقال "الشروق" الذي اعتبره جل المتتبعين، إقرار صريح بعدم قدرة الجزائر على تنظيم حدث كروي من هذا الحجم، وتمهيد معلن ل"انسحابها" من سباق تنظيم كأس إفريقيا 2025: يجمع الكثير من المتتبعين بأن مشكل الملاعب والمرافق الرياضية لا يزال يشكل أزمة كبيرة تعرقل سير الأندية الجزائرية نحو الاحتراف والارتقاء نحو الأفضل، بدليل أن اغلب الفرق الناشطة في القسم الأول والثاني تستنجد بملاعب ضيقة وأخرى مهترئة تعود إلى الفترة الاستعمارية أو مع فجر الاستقلال، حيث أن بعض الأندية توظفهها كسلاح ضغط بغية التأثير في المنافس باللاعب رقم 12، باستغلال صغر أرضيتها وقرب مدرجاتها من المستطيل الأخضر. إذا كانت الهيئات الرياضية تعول من الآن على إعطاء صورة مشرفة للجزائر من الناحية التنظيمية، من خلال المراهنة على إقامة تظاهرات كروية كبيرة، مثلما حدث الصائفة الماضية حين تم تنظيم ألعاب البحر المتوسط بوهران، ومثلما يحدث حاليا في ظل الحديث عن إيداع ملف الترشح لاحتضان نسخة 2025 من "الكان"، خاصة في ظل إعادة إصلاح وصيانة عدة مركبات مثل قسنطينة وعنابة و5 جويلية وكذلك إمكانية جاهزية ملاعب جديدة بمواصفات عالمية، مثل براقي والدويرة وغيرها، إلا أن البطولة الوطنية لا تزال تنشط مبارياتها في ملاعب أغلبها ضيقة أو مهترئة، ولا تتوفر على الظروف الملائمة لاحتضان مواجهات رسمية في المستوى العالي، حيث وبمجرد القيام بإطلالة أولية على مكان استقبال الفرق الناشطة في القسم الأول نجد أن أغلبها تلعب في ملاعب بلدية تتصف بالمدرجات الضيقة والأرضية الكارطونية صغيرة المساحة، حيث أن الأمر لا يختلف كثيرا عن فترة الثمانينيات والتسعينيات التي كانت أرضياتها ترابية (التيف)، في الوقت الذي تعد الملاعب الكبيرة (المركبات) قليلة ويمكن عدها على أصابع اليد الواحدة، وهذه المركبات على قلتها في مجملها مكسوة بالعشب الاصطناعي (الطارطون)، على غرار ملعب 8 ماي بسطيف و ملعب زبانة بوهران وملعب 20 أوت ببشار وغيرها. من جانب آخر، فإن الخوض في أمر الملاعب الضيقة يطول فيها الحديث بشكل مثير للجدل، وهي التي لم يتغير وجهها من الاستقلال سوى استبدال أرضياتها بالعشب الاصطناعي التي طوت مرحلة الأرضيات الترابية، على غرار ملعب 20 أوت بالعاصمة والإخوة بوشليق بمقرة وحمام عمار بخنشلة والأربعاء وبن عبد المالك والقائمة طويلة، وهذا دون الحديث عن فرق القسم الثاني التي تلعب أغلبها في مثل هذه الأجواء (ملاعب ضيقة أو مهترئة)، بدليل أن ملاعب سفوحي بباتنة و زرداني حسونة بأم البواقي وابن عبد المالك بقسنطينة و دمان ذبيح بعين مليلة وغيرها لا تزال تستقبل المباريات الرسمية التي تندرج في إطار القسم الأول أو الثاني، وهو ما يؤكد أنها تعد بمثابة الملاذ الحتمي لأغلب الفرق في زمن الألفية الثالثة أو توظفها بعض الأندية كأسلحة ضغط للتأثير على المنافس، مثلما يحصل مع شباب باتنة في ملعب سفوحي رغم جاهزية مركب 1 نوفمبر، وكذلك ملعب زرداني حسونة بأم البواقي رغم إمكانية صيانة مركب أم البواقي، يحدث هذا في الوقت الذي تعد الملاعب ذات الأرضية الطبيعية عملة نادرة في القسمين الأول والثاني، في صورة ملعب العالية ببسكرة في انتظار إعادة افتتاح ملاعب حملاوي بعنابة و 19 ماي بعنابة وغيرها من الملاعب التي من المفروض أن تحظى بالصيانة والعناية حتى تكون تحت تصرف الأندية والرياضيين بشكل عام. وبعيدا عن طغيان الملاعب الضيقة والمهترئة في البطولة الوطنية بقسميها الأول والثاني، دون الحديث عن بقية الأقسام والمستويات، فإن الشيء المثير للانتباه هو أن بعض الملاعب مضطرة لاستقبال مباريات عدة أندية، على غرار ملعب الدارالبيضاء بالعاصمة الذي يحتضن مباريات الجارين مولودية واتحاد الجزائر وكذلك نادي بارادو، فيما تلعب جمعية الشلف بملعب غليزان، في الوقت الذي حطم ملعب 8 ماي بسطيف الرقم القياسي باحتضانه مباريات مختلف أندية سطيف (الوفاق والاتحاد والبقية) إضافة إلى الأندية التي تمثلنا قاريا، على غرار شباب بلوزداد وشبيبة الساورة.