تقدم هادي مطر المشتبه به في تنفيذ هجوم طعن ضد الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، بإقرار براءة أمام محكمة نيويورك بعد اتهامه ب"الشروع في القتل والاعتداء". وتقدم محامي مطر، المدافع العام ناثانيال بارون، للدفاع نيابة عنه خلال جلسة استماع للمحاكمة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية. وقال المحامي بارون، إنه ما زال يجمع المعلومات ورفض التعليق. ومثل مطر أمام المحكمة مرتديا بذلة سوداء وبيضاء وقناع وجه أبيض، وكانت يداه مقيدتين أمامه. ولد مطر (24 عاما) في الولاياتالمتحدة لأبوين لبنانيين هاجرا من قرية يارون الحدودية جنوبي لبنان، بحسب ما قال رئيس بلدية يارون علي تحفة لوكالة "أسوشيتيد برس". وأعلن القضاء الأمريكي، السبت، توجيهه إلى مطر تهمة "الشروع في القتل والاعتداء" على رشدي. وقال المدعي العام لمقاطعة تشوتاكوا التابعة لولاية نيويورك جايسون شميت، في بيان، إن "المسؤول عن هجوم الأمس، هادي مطر، تم اتهامه رسميا بالشروع في القتل والاعتداء من الدرجة الثانية". وأضاف "تم توجيه هذه التهم الليلة الماضية، وتم احتجازه من دون كفالة". ونقلت شبكة "إن بي سي نيويورك" عن مصادر أمنية (لم تسمّها)، قولها إن "التقييم الأمني الأولي يظهر أن مطر المشتبه به في الهجوم على سلمان رشدي متعاطف مع إيران". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن شهود عيان وشرطة الولاية، الجمعة، قولها إن "رشدي (75 عاما) تعرض للطعن مرتين على الأقل (في بطنه ورقبته)". وأضافت الشرطة أنه "نُقل جوا إلى مستشفى قريب في مدينة إيري شمال غربي ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وخضع لعملية جراحية لعدة ساعات". وبهذا الخصوص، قال وكيل أعماله، أندرو ويلي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه "من المحتمل أن يفقد رشدي عينه". وأضاف أن "أعصابا في ذراعه قطعت، وتعرض كبده للطعن والتلف.. الأخبار ليست جيدة". وأكد أنه "تم وضع رشدي على جهاز التنفس الصناعي، ولا يمكنه التحدث". وتعرض الكاتب رشدي، الجمعة، للطعن أثناء وقوفه على خشبة مسرح إحدى المؤسسات الأمريكية بمدينة نيويورك، استعدادا لإلقاء محاضرة. وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" أن "رجلا اقتحم مسرح مؤسسة تشوتوكوا (Chautauqua) وبدأ لكم رشدي وطعنه أثناء وجوده على خشبة المسرح لإلقاء محاضرة". من جهتها، كشفت الشرطة الأمريكية، في بيان، عن تعرض رشدي لطعنة في العنق استدعت نقله إلى المستشفى عبر مروحية، وأنها قبضت على المشتبه فيه، دون مزيد من التفاصيل. وكانت الوكالة الأمريكية أشارت إلى التهديدات التي تلقاها رشدي بالقتل من إيران في الثمانينيات، بسبب كتاباته. وتحظر طهران كتاب رشدي "آيات شيطانية" منذ عام 1988 وتم تصنيفه "تجديفا (كُفرا)". وبعد ذلك بعام، أصدر المرشد الإيراني الراحل الإمام الخميني فتوى دعا فيها إلى قتل رشدي. كما عرضت إيران أكثر من 3 ملايين دولار مكافأة لمن يقتل رشدي، حسب الوكالة الأمريكية.