ماهي الايات العشر التي تعصم الانسان من الدجال، هو عنوانُ هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ النبيَّ لم يتركَ لأمته أمرًا إلَّا وبينه، ومنها أمرُ الدجالِ وفتنته، حيث أخبرهم عن صفاته وفتنته وكيفيةِ العصمةِ منها، وفي هذا المقال الذي يقدمه موقع محتويات سيتمُّ الحديث عن كلِّ ذلك، إضافةً إلى بيان الإجابة على السؤال المطروح. ماهي الايات العشر التي تعصم الانسان من الدجال لقد أخبرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الآيات العشرةَ الأولى من سورة الكهف هي التي تعصمُ المسلمَ من المسيحِ الدجالِ، حيث جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)،[1] وهنَّ قول الله تعالى:[2] (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ ). (قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا). (مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا). (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا). (مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا). (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا). (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا). (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا). (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا). (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا). المناسبة بين الآيات العشر الأولى من سورة الكهف مع فتنة المسيح الدجال لقد ذكر أهلُ العلمِ عددًا من المناسبات التي تربطُ الآيات العشر الأولى من سورة الكهف، مع الفضلِ المترتبِ عليهنّ، وهي العصمة من فتنة المسيحِ الدجال، وفيما يأتي ذكر بعض هذه المناسبات:[3] أنَّ الآياتَ الأولى من سورة الكهف ذكرت أمرَ إنذار من ادَّعى البنوةَ لله -عزَّ وجلَّ- ومن ثمَّ ادَّعى الألوهية لغيرِ الله، ومعلومٌ أنَّ الدجال سيدعي الألوهيةَ، ومن هنا جاءت المناسبة بين الأمرينِ. أنَّ الآيات الأولى من سورة الكهف تحدثت عن قصةِ اعتزالِ الفتية المؤمنون في الكهفِ فرارًا بدينهم من فتنة الملكِ، ومعلومٌ أنَّ من وسائل اتقاءِ فتنة المسيحِ الدجال هو اعتزاله، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سمِع بالدَّجَّالِ فلينْأَ عنه، فواللهِ إنَّ الرَّجلَ ليأتيه وهو يحسَبُ أنَّه مؤمنٌ فيتبعُه ممَّا يبعثُ به من الشُّبهاتِ، أو لما يُبعَثُ به من الشُّبهاتِ).[4] من هو الدجال إنَّ الدجلَ في اللغةِ يعني الكذب والتدليسَ، ومنه أخذ اسمُ الدجالِ، أي الرجلَ المموِّه والمدلس ولذي يكثر الكذب على النَّاس، وبناءً على ذلك يُمكن القولُ بأنَّ الدجالَ رجلٌ يخرجُ في آخرِ الزمانِ يخفي على الناس كفره من خلال الكذبِ والتمويهِ والتدليسِ عليهم والتلبيس، يرسله الله -عزَّ وجلَّ- فتنةً للنَّاسِ، وتكونُ هذه الفتنة هي أعظمُ فتنةٍ تمرُّ على النَّاس في الدنيا منذ خُلق آدم -عليه السلام- ويرجع سبب ذلك للخوارق والعادات التي يخلقها الله -عزَّ وجل- معه.[5] ومن خوارقِ العاداتِ هذه أنَّه يأمر السماء أن تُمطر فتُمطر، وأنَّه يأمر الأرضَ أن تُنبيت فتُنبت، وأنَّ معه جنة ونار، وكذلك تتبعه كنوزُ الأرضِ، ويقطعُ الأرض بسرعة كبيرة، وكأنَّه ريحٌ استدبرتهُ الأرضَ،[6] وقد أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الدجالَ معه نهرانِ، حيث قال: (لَأَنا أعْلَمُ بما مع الدَّجَّالِ منه؛ معهُ نَهْرانِ يَجْرِيانِ، أحَدُهُما -رَأْيَ العَيْنِ- ماءٌ أبْيَضُ، والآخَرُ -رَأْيَ العَيْنِ- نارٌ تَأَجَّجُ، فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أحَدٌ، فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذي يَراهُ نارًا ولْيُغَمِّضْ، ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ منه؛ فإنَّه ماءٌ بارِدٌ).[7] صفات الدجال بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفاتَ الدجالِ، حتى يعرفه المؤمنون فيحذرونَ من شرِّه، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الصفات:[8] أنَّه رجلٌ شابٌ أحمرٌ قصيرٌ، أفحجُ من بينَ قدميهِ، جعد شعر الرأسِ، أجلى الجهةِ وعريض الرأسِ والنحر، وعينه اليُمنى ممسوحة، أمَّا اليُسرى فعليها ظفرة غليظة. أنَّ بين عينه مكتوبٌ كافر أو كفر. أنَّه رجلٌ عقيمٌ، ليسَ له ولدٌ. مكان خروج الدجال يخرجُ الدجالُ من جهة المشرق، خراسان، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدَّجَّالُ يخرجُ من أرضٍ بالمَشرقِ ، يُقالُ لها : خُراسانَ يَتبعُه أقوامٌ كأنَّ وجوهَهُم المَجانُّ المطرَّقةُ)،[9] ثمَّ يسيرُ في الأرضِ؛ حيث أنَّه لا يتركُ بلدةً إلَّا ويدخلها، باستثناءِ مكةَ والمدينةَ؛ إذ أنَّ كلا البلدتينِ عليهما ملائكةٌ تحرسهما.[10] كيف يعتصم الإنسان من فتنة الدجال هناكَ عددًا من الأمور التي تعصم من فتنةِ المسيحِ الدجالِ، وفيما يأتي ذكرها:[11] أن يتمسكَ المسلم بالإسلامِ، وأن يكونَ عالمًا بصفاتِ الله -عزَّ وجلَّ- وأن يكونَ عالمًا بفتنةِ المسيحِ، وبما أخبرَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنه من أخبارٍ وصفاتٍ. أن يتعوَّذ المسلم من فتنة المسيح الدجالِ، كما كان يفعل النبيَّ، ودليل ذلك ما روته السيدة عائشة حيث قالت: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يدعو في صلاتِهِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من عذابِ القبرِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المَحيا والمماتِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ المأثَمِ والمغرَمِ).[12] الفرار من الدجال والابتعاد عنه. حفظ الآيات العشر التي تعصم الإنسان من الدجال. موت الدجال وهلاكه لقد دلت الأحاديث النبوية الشريفة على أنَّ هلاك الدجال يكونُ على يدِ المسيحِ عيسى بن مريم -عليه السلام- حيث يظهرُ الدجالُ في الأرضِ ويكثرُ أتباعه، وتعمُّ فتنته أرجاءَ الأرضِ، فينزل عيسى على المنارة الشرقية بدمشق، ويلتف حوله المؤمنون، فيسيرُ عيسى بهم نحوَ الدجالِ، والذي يكونُ هذا الأخير قاصدًا بيتَ المقدس، وبمجردِ رؤية الدجالِ لعيسى فإنَّه يذوب كما يذوبُ الملح، لكن عيسى -عليه السلام- يتداركه فيقتله.[13] وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان ماهي الايات العشر التي تعصم الانسان من الدجال، وفيه تمَّ بيان أنَّ هذه الآياتِ هي الآياتُ العشر الأولى من سورة الكهفِ، وتمَّ ذكر هذه الآياتِ، ثمَّ تمَّ الحديث عن المسيحِ الدجال والتعريف به وبصفاته والحديث عن فتنته وهلاكه.