يرى محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن قرار جبهة البوليساريو الوهمية تعليق اتصالها بالحكومة الإسبانية، بسبب موقفها الجديد من قضية الصحراء المغربية، "يتطابق تماما مع الموقف الجزائري ولا يمكن أن ينفصلا"، مبرزا أنه "موقف مضحك". وكشف لعروسي، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "البوليساريو لا تتحرك إلا بأوامر جزائرية"، مؤكدا أن "القرار الإسباني كان صادما للجزائر ومعها صنيعتها البوليساريو"، موردا أن "اعتراف بيدرو سانشيز بمصداقية الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية سيخلق سياسات جديدة لا تتماشى مع عقيدة البوليساريو العسكرية والأمنية والسياسية". أستاذ العلاقات الدولية لفت إلى أن "البوليساريو كانت تستفيد من دعمين أساسين؛ الأول جزائري واضح، من خلال دعمها لوجيستيكيا وسياسيا؛ والثاني غير معلن بشكل مباشر يخص إسبانيا، قبل أن تُغير موقفها من الطرح المغربي لحل نزاع الصحراء المغربية وتقرر دعم مقترح الحكم الذاتي". وزاد لعروسي أن إسبانيا أمام هذا الوضع "لن تنتبه بعد اليوم إلى مطالب الجبهة الوهمية، التي تعد من المرتزقة التي دأبت على سرقة الحقوق التاريخية"، مشددا على أن "البوليساريو ليس لها شيء تقدمه للجارة الشمالية، نظرا إلى أن علاقات القوى غير متوازنة وغير متكافئة بين إسبانيا والكيان الوهمي"، مردفا أن "المرحلة الراهنة هي مرحلة الحقائق التاريخية الثابتة، وكذا مرحلة المواجهات المكشوفة والتقاطبات الواضحة".
الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية يرى أن الموقف الجديد لإسبانيا "دليل على أن المغرب ليس مجرد مستعمرة ودولة من الجنوب التي تحتاج إلى الحماية؛ بل هو بلد فاعل إقليمي مهم وشريك استراتيجي لا محيد عنه"، مضيفا أن "كل هذه المعطيات باتت الجارة الشمالية تفهمها وتدركها جيدا"، خالصا إلى أن "لا الجزائر ولا البوليساريو قادرتين على أن تكونا بديلا للتعاون في زمن لا يعترف بالأوهام".