قالت صحيفة نيويورك تايمز إن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي حذر بأنه في حال سقوط نظامه، فإن الفوضى ستنتشر، وستندلع حرب مقدسة في شمال إفريقيا. وقال القذافي للصحفيين حينها "رجال بن لادن سيأتون لفرض اتاوات على الطرق البرية والبحرية" مضيفاً "سنعود لعصر اللحى الحمراء والقراصنة". وذكرت الصحيفة أنه وفي الأيام الأخيرة يبدو أن نبوءة الدكتاتور الليبي القاتمة تتحقق، ففي مالي وصلت قوات المظليين الفرنسيين هذا الشهر لمحاربة قوة من المقاتلين الجهاديين الذين يسيطرون بالفعل على مساحة ضعف مساحة ألمانيا. وفي الجزائر، وبتنظيم من قاطع طرق "أعور" استولى اسلاميون بطريقة وقحة على منشأة للغاز محتجزين رهائن يتجاوز عددهم الأربعين من الاميركيين والأوروبيين. وأشارت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني إلى أنه "عقب أربعة أشهر من مقتل السفير الأميركي في ليبيا على يد جهاديين جاءت أزمتا مالي والجزائر لتزيد من الشعور بأن منطقة شمال إفريقيا تحولت لمنطقة خطيرة وغير مستقرة تنذر باندلاع حرب أهلية دموية، تشبه ما حدث في سوريا". واضافت أنه برغم تعدد أسباب انتشار الفوضى في الصحراء الإفريقية إلا أنها تعطي تذكرة قاتمة حول ثمن الإطاحة بالنظام الاستبدادي الذي عاشت فيه ليبيا وتونس طيلة أعوام. ورات الصحيفة أنه ومع المسلحين القادرين على حجب أنفسهم بين السكان المحليين لا يرجح أن تنتهي الأزمة في مالي قريبا. ويمكن أن تسلط الضوء على الحكومات الجديدة الهشة في ليبيا والدول المجاورة لها، في منطقة يثير أي تدخل عسكري غربي ذكريات مريرة للاستعمار ويوفر صيحة استنفار تجلب مزيدا من الدعم للإسلاميين. وتعليقا على هذا الشأن، أكد روبرت مالي الباحث في شئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية - في تصريحات أوردتها الصحيفة الأميركية - أن الأوضاع الراهنة تكشف الجوانب المظلمة في ثورات الربيع العربي. فبعد أن ساعدت الطبيعة السلمية لهذه الثورات في كسر شوكة تنظيم "القاعدة" وحلفائهم في المنطقة ساهمت العوامل اللوجستية مثل كثرة التسلل عبر الحدود وانتشار الأسلحة واختلال الأنظمة الأمنية في تقوية الجهاديين.