في خبر سيهز أركان نظام "الكابرانات" في الجزائر، تقرر أمس الأربعاء، وبشكل رسمي، تأجيل موعد القمة العربية التي كان من المقرر انعقادها بالجزائر شهر مارس المقبل، دون تحديد تاريخ جديد لها. وارتباطا بالموضوع، أكد "حسام زكي"، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، في تصريح صحافي، أعقب زيارته للجزائر، أن القمة العربية ال31، لا يمكن أن تنعقد ب"الجزائر" قبل شهر رمضان (أبريل المقبل)، ما يعني تأجيلها إلى شهر ماي على الأقل، مشيرا إلى أن الموعد الرسمي لانعقاد هذه القمة سيتم الإعلان خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المقرر عقده في مقر الأمانة العامة بالقاهرة يوم ال9 من شهر مارس المقبل". وشدد ذات المتحدث أن تحديد تاريخ عقد هذه القمة، ستحدده المشاورات التي تجري بين الجزائر والأمين العام للجامعة العربية، حيث سيتم الاتفاق على تاريخ يناسب جميع الأطراف، أملا في مشاركة أكبر عدد ممكن من القادة العرب، في إشارة إلى الظروف الصحية التي فرضتها جائحة كورونا، والتي تستدعي توفير كل الإجراءات الاحترازية. وفي مقابل ذلك، اعتبر عدد من المهتمين بالعلاقات الدولية، أن مسلسل القطيعة بين الجزائر والمغرب من جهة، وموقف عدد كبير من قادة دول عربية الداعم لقضية الصحراء المغربية، كان سببا أساسيا في تأجيل انعقاد هذه القمة العربية، خاصة بعد أن اتضح بشكل جلي سعي الجزائري الحثيث نحو نهج كل الأساليب العدائية ضد المغرب الذي مد يده للجزائر في أكثر من مناسبة من أجل طي صفحة الماضي بكل تجلياتها السلبية، حيث ينتظر قادة دول عربية من الجزائر أن تبرهن على نواياها الحسنة، عبر التراجع عن عدد من مواقفها السابقة، من قبيل قطع علاقاتها مع الرباط وإغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية. ومن بين المشاكل التي عجلت بتأجيل هذه القمة -بحسب ذات المهتمين- إقدام نظام "الكابرانات" الحاكم في الجزائر على نشر صورة للقمة المرتقبة، وضع من خلالها خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، وهي الصورة التي لا تتوافق مع الصورة التي اعتمدتها جامعة الدول العربية بشكل رسمي، الأمر الذي اضطر الجامعة العربية إلى إعادة نشرها بحدود المغرب كاملة، في رد صارم على التصرف الأرعن للنظام الجزائري، هذا فضلا عن التصريح المستفز لوزير الخارجية الجزائري "رمضان العمامرة"، الذي "ادعى" من خلاله أن القمة العربية "ستناقش قضية الصحراء المغربية"، قبل أن تقوم جامعة الدول العربية بنفي ذلك جملة وتفصيلا.