حذّرت منظمة الصحة العالمية الأربعاء (29 ديسمبر/كانون الأول 2021) من أن الخطورة التي يمثلها المتحورأوميكرون لا تزال "عالية جداً" وقد تشكّل ضغطا على الأنظمة الصحية، في وقت تسجّل العديد من دول العالم أعداداً قياسية للإصابات بكوفيد على إثر المتحورة شديدة العدوى. وارتفع عدد الإصابات بالوباء بنسبة 11 في المئة عالمياً الأسبوع الماضي، ما وضع حكومات من الصين إلى ألمانياوفرنسا أمام معضلة الموازنة بين قيود الحد من انتشار الفيروس والحاجة لإبقاء الاقتصادات والمجتمعات مفتوحة. وأعلنت هولندا وسويسرا بأن أوميكرون بات المتحور المهيمن في البلدين. وبينما تشير بعض الدراسات إلى أنها تتسبب بكوفيد بعوارض أقل شدة من سابقاتها، إلا أن منظمة الصحة العالمية دعت إلى توخي الحذر. وقالت المنظمة الأممية في تحديثها الأسبوعي للوضع الوبائي إن "الخطورة المتعلقة بالمتحور أوميكرون الجديد والمثيرة للقلق تبقى عالية جداً". وتابعت أن "أدلة ثابتة تظهر بأن لأوميكرون ميزة النمو بوقت مضاعف من يومين إلى ثلاثة مقارنة بدلتا". وقالت إن البيانات المبكرة من بريطانيا وجنوب إفريقيا والدنمارك التي تسجّل حاليا أعلى معدلات إصابات تشير إلى انخفاض عدد الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات لدى المصابين بأوميكرون مقارنة بدلتا. لكنها أضافت إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لفهم مدى شدة أوميكرون. ورغم هذه الخلاصات، من المتوقع أن يؤدي الانتشار السريع لأوميكرون "إلى أعداد كبيرة من الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات، خصوصاً في أوساط غير الملقّحين، وهو ما سيتسبب باضطراب الأنظمة الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية"، بحسب ما جاء على لسان كاثرين سمولوود من منظمة الصحة العالمية في أوروبا. إصابات متزايدة حول العالم وفي مسعى للحد من تفشي الوباء، أعادت العديد من الدول فرض القيود التي تحمل عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة. وكانت أوروبا مجدداً من بين أبرز بؤر الوباء، الذي أودى بأكثر من 5.4 ملايين شخص حول العالم. وسجّلت كل من فرنساوبريطانيا واليونان والبرتغال أعداداً يومية قياسية للإصابات الثلاثاء. ففي فرنسا أعلن عن حوالى 180 ألف إصابة خلال 24 ساعة، وفرضت ألمانيا قيوداً على تجمّع السكان للعام الثاني على التوالي قبيل رأس السنة، إذ أغلقت أكبر قوة اقتصادية في أوروبا النوادي الليلية وحظرت على الجماهير حضور المنافسات الرياضية. كما حدّت عدد الأشخاص الذين يمكنهم المشاركة في التجمّعات الخاصة إلى عشرة. وأما فنلندا، فأعلنت الثلاثاء بأنها ستحظر دخول المسافرين الأجانب غير الملقّحين، باستثناء المقيمين والعمال الأساسيين والدبلوماسيين. وبدأت الدولة الاسكندينافية، على غرار السويد، إلزام جميع المسافرين غير المقيمين على إبراز فحص كوفيد بنتيجة سلبية كشرط لدخول أراضيها اعتبارا من الثلاثاء، بعد يوم من تطبيق الدنمارك إجراء مماثلا. وأحدث ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد اضطرابات شديدة في قطاع السفر خلال موسم العطلات فأُلغيت آلاف الرحلات حول العالم. كما عاد الوباء ليهدد الفعاليات الرياضية، وتعرّضت أبرز المناسبات الرياضية الأمريكية إلى ضربة في وقت تواجه الولاياتالمتحدة تفشياً واسعاً للفيروس يغذيه أوميكرون، في ظل وجود فئات من السكان غير الملقّحين ونقص في القدرة على إجراء الفحوص بشكل سريع ومبكر.