خطى المنتخب المغربي الرديف لكرة القدم، خطورة أخرى نحو بلوغ دور ربع نهاية كأس العرب المقامة حاليا بقطر، عقب تغلبه على منتخب الأردن برباعية نظيفة، في المباراة التي جرت بينهما زوال اليوم السبت على أرضية ملعب أحمد بن علي بمنطقة الريان، برسم الجولة الثانية من دور المجموعات (المجموعة الثالثة). وسجل أهداف الفريق الوطني يحيى جبران (د 4) و بدر بانون (د 24) ومحمد الشيبي (45+3) وسفيان رحيمي (د 88 ض ج).
ورفع أسود الأطلس عقب هذا الفوز، وهو الثاني بعد الأول على منتخب فلسطين (4-0) رصيدهم إلى ست نقط، وانفردوا بالتالي بصدارة ترتيب المجموعة الثالثة. وستجرى المباراة الأخيرة عن الجولة الثانية للمجموعة الثالية مساء اليوم أيضا (العاشرة ليلا بالتوقيت المحلي) وستجمع بين المنتخبين الفلسطيني ونظيره السعودي. وسيخوض الفريق الوطني لقاءه الأخير ضد منتخب السعودية برسم الجولة الثالثة والأخيرة يوم سابع دجنبر الجاري بملعب الثمامة جنوب العاصمة القطرية الدوحة.
وفي تفاصيل هذه المباراة ، فقد دخلت العناصر الوطنية مباشرة في اللقاء وتخطت فترة جس النبض سريعا في محاولة لمبغاثة الخصم الذي بدى بدوره متحمسا لكسر شوكة الفريق الوطني مبكرا ، بالنظر إلى أهمية الفوز في اللقاء البوابة إلى الدور الموالي.
بيد أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن المنتخب الأردني حيث نجح المنتخب المغربي في افتتاح حصة التسجيل في وقت أبكر من المتوقع بعد تسجيل يحيى جبران هدف التقدم في الدقيقة الرابعة إثر هجوم منسق انطلاقا من وسط الميدان قاد العناصر الى معترك الخصم.
وحاول المنتخب الأردني، الذي بدت عليه آثار الصدمة جراء الهدف الذي تلقته شباكه مبكرا، بالعودة سريعا إلى المباراة وأعاد تنظيم صفوفه بتعزيز خط دفاعه الذي لم يكن في راحة بفعل الضغط الذي مارسه الهجوم المغربي، وقام بمناورات في حدود العشر دقائق الأولى من الشوط الأول، لكنها كانت تتكسر عند قاعدة الدفاع الصلد لأسود الأطلس.
واضطر المدرب الأردني عدنان حماد إلى إجراء أول تعديل على تشكيلته بخروج اللاعب فيصل باها، عقب إصابته في التحام قوي مع خط الدفاع المغربي على مشارف معترك الحارس أنس الزنيتي، ودخول اللاعب حمزة الدرادرح.
وواصلت الآلة الهجومية لكتيبة المدرب الحسين عموتة، الذي بدى أنه نجح في نهجه التكتيكي إلى أبعد الحدود، وضغطت بامتياز على مرمى الحارس يزيد أبو ليلى الذي عانى الأمرين، وتسنى لها تجسيد هذا تفوقها التقني والبدني إلى هدف في الدقيقة ال24 إثر ضربة زاوية نفذها وليد أزارو وتصدى لها بدر بانون ، قذيفة لم تترك للحارس أي حظ لصدها، موقعا بالتالي هدفه الثاني في المسابقة.
ومع تلقي شباك المنتخب الأردني الهدف الثاني، عمدت عناصر منتخب النشامى إلى تغيير أسلوبها التكتيكي الذي كان يعتمد على التمريرات الطويلة ومحاولة الاختراق من الأجنحة وخلق ممرات عبر خط الوسط المغربي، ولجأت إلى التمريرات القصيرة لفك الخطوط الأمامية للمنتخب المغربي ونجحت في ذلك نسبيا بعد وصولها إلى معترك الزنيتي في مناسبتين أو ثلاث لكن دون خطورة تذكر.
ولم يستغل خط الهجوم المغربي تفكك خط الدفاع الأردني الذي بدى متهلهلا، واضاع الكثير من الفرص التي كانت مناسبة لزيادة الغلة وإنهاء الشوط الأول بحصة كبيرة ، بسبب عدم التركيز الذي طغى على بعض اللاعبين وخاصة أشرف بن الشرقي الذي افتقد إلى الفعالية في التمرير والتهديف.
وأنهت العناصر الوطنية الشوط الأول كما بدأته وتقريبا في نفس الدقيقة (الرابعة) لكن من الوقت بدل الضائع، عقب تسجيل محمد الشيبي الهدف الثالث إثر تلقيه كرة من ضربة زاوية نفذها بن الشرقي وتصدى لها بإحكام النصف الاول من اللقاء بثلاثية نظيفة.
وألهب الهدف الثالث حماس الجمهور المغربي الذي يمثل في غالبيته الجالية المغربية المقيمة بالديار القطرية، والذي حظر بدأ يتقاطر على ملعب أحمد بن علي منذ وقت مبكر من صباح اليوم لمؤازة اسود الأطلس في سعيهم لإعادة إنجاز سنة 2021 بالسعودية.
وانطلق الشوط الأول بإيقاع بطىء نسبيا وتبادل المنتخبات في أولى دقائقه الهجمات السريعة تمكن على إثرها المنتخب الأردني من بلوغ معترك الحارس أنس الزنيتي في أكثر مناسبة معلنا عن نيته في تقليص فارق الثلاثة أهداف، بيد أن خط الدفاع المغربي كان يترصد لكل المحاولات بنجاح.
ولم يعد وسط الميدان محورا لكل المرتدات من الجانبين حيث كانت كل الهجومات تنتقل مباشرة من معترك هذا المنتخب إلى معترك ذاك، مع محاولة للتهديف كانت تأتي أغلبها من خط الهجوم المغربي، في ظل سعي منتخب الأردن محتشما.
وأبت العناصر الوطنية إلا أن يكون ختام اللقاء مسكا بتسجيل الهدف الرابع من ضربة جزاء نفذها بنجاح سفيان رحيمي في الدقيقة 88، ليعلن المنتخب المغربي تفوقه نتيجة و أداء في انتظار اللقاء الأخير ضد منتخب السعودية يوم سابع دجنبر الجاري.