أدى انقطاع المغاربة والعالم بأسره عن خدمات التواصل الاجتماعي من "فيسبوك" و"واتساب" و"أنستغرام"، مساء أول أمس الاثنين، إلى التساؤل عن مدى إدمان المغاربة على الشبكات الاجتماعية وارتباطهم بها. وبيّن هذا الانقطاع الفجائي حجم حرص المغاربة على استعمال هذه المنصات الرقمية وأهميتها في حياتهم اليومية؛ ولا أدل على ذلك من التدوينات والتعليقات المرحِّبة بعودة الاشتغال بها بعد زُهاء 8 ساعات كبدت شركة "فيسبوك" خسائر تقدر بحوالي 7 ملايير دولار، والسبب تراجع أسهمها بنسبة 5 في المئة وفق ما أفادت به مجلة فوربس الأمريكية. وفي هذا السياق، يرى زكرياء أكضيض، باحث في علم الاجتماع، أن "انقطاع الشبكات الاجتماعية لا ينبغي قراءته بمفهوم الإدمان، على اعتبار أن منصات التواصل الاجتماعي باتت مجالا للتزود بالمعارف، علاوة على أنها مرتع للبيع والشراء، ناهيك عن كونها فضاء لتسويق بعض الكبسولات المعرفية". وزاد أكضيض، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "التقنية ينبغي النظر إليها كنمط وجود؛ بمعنى أن الممارسات الإنسانية أمست ساكنة في العالم التقني". الباحث في علم الاجتماع تابع بالقول إن "أي سلوك يريد الإنسان الإقدام عليه باتت له ارتباطات بالعالم التقني أو الافتراضي"، مشيرا في السياق ذاته إلى أن "مفهوم الإدمان في عالم التقنية يجب الحديث عنه بكثير من الحذر".
وأردف أكضيض أن "الإنسان اليوم أمام نمط حياة جديد يجعل التقنية في صلب الممارسة اليومية، وجزءا أساسيا من الصعوبة بمكان التنصل منه"، خالصا إلى أنه "لا يمكنه السير في اتجاه اعتبار المغاربة عموما يعيشون نوعا من الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي".