للوهلة الأولى،تبدو مهمة رئيس الحكومة المكلف السيد عزيز أخنوش في مشاوراته لتشكيل الأغلبية الحكومية " سهلة" و في متناول اليد ، لأن جل الأحزاب الفائزة بمقاعد بمجلس النواب اعلنت رغبتها بالتحالف معه لتشكيل أغلبية حكومية، ولذا قد لا يجد الرجل صعوبة، مبدئيا على الأقل، في تحصيل هذه الأغلبية . وربما لهذا السبب يبدو الرجل في "وضع مريح" وهو يستقبل رؤساء الأحزاب السياسية ،التي تتسابق للاعلان عن نيتها في المشاركة في الحكومة المقبلة. وهذا الوضع يبعد السيد أخنوش تماما، عن سيناريوهات البلوكاج التي وقع فيها بنكيران خلال تكليفه بتشكيل الحكومة عقب انتخابات 2016، و لعل هذا من حسن حظ أخنوش ،الذي لازمه الحظ في حياته، وفي اعماله، ونأمل أن يكون فألا حسنا على المغاربة ،كما أن هذا الوضع يتيح له امكانية املاء شروطه على الأحزاب الراغبة بالتحالف معه ، للوصول إلى تشكيلة حكومية وفق تصوره ، تساعد على الاشتغال في مناخ من الانسجام والتفاهم والتكامل، ما من شأنه أن يساهم في تحقيق الفعالية والانجاز و المردودية، وهو ما افتقدته الحكومات السابقة،وخاصة حكومتي بنكيران والعلماني. لكن هذه "الاريحية" قد تتحول إلى "تصادم"عندما يحين آوان توزيع الحقائب الوزارية، والمهام الحكومية ،لأن الأحزاب وإن قبلت بالمشاركة في التحالف الحكومي ،فإنها قد لا تقبل بأي حقائب تسند لها، علما ان بعضها احيانا قد يكون فارغا و يسند من باب المجاملة وإرضاء الرغبات فقط،لذا قد يكون لهذه الأحزاب مطالبات بوزرات معينة،وخاصة الاستراتيجية منها، لتخليد بصمتها في التدبير الحكومي،بما يرجع عليها بالفائدة في الانتخابات المقبلة، وهذه المطالبات قد لا يوافق عليها السيد أخنوش ، الذي يبدو أنه قد حجز لحزبه أهم الوزارات وترك الباقي للتفاوض،ولذا يحتاج إلى إجراء "مناورات" بابقاء بعض الأحزاب في الاحتياط الى وقت الشدة ، وعدم اغلاق الباب أمامها ،ولعل الصعوبة الأكبر التى ستواجهه ستكون مع الحزبين ، البام او الاستقلال ، أو هما معا ، حسب ما إذا كانا سيشاركان في التحالف الحكومي هما الأثنين أو احدهما، فهل سيفلح أخنوش في تجاوز هذه الصعوبة ويفاجأ المغاربة بالإعلان قريبا عن تشكيلة حكومية منسجمة ؟.نأمل ذلك.